في زمن تتسارع فيه التحوّلات المجتمعية، وتتعمق فيه التحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية على مختلف الأصعدة، تزداد الحاجة إلى صوت العلم الرصين، القادر على قراءة الواقع وتحليله، واستشراف ملامح المستقبل من منظور نقدي. وفي هذا الإطار، يأتي عدد سبتمبر من مجلة شؤون اجتماعية ليؤكد على الدور الحيوي الذي تضطلع به هذه الحقول المعرفية في تفسير الظواهر الاجتماعية، وتحفيز النقاش الأكاديمي البنّاء الذي يلامس الفرد والمجتمع.
ويسرنا في هيئة تحرير مجلة شؤون اجتماعية أن نقدّم لقرّائنا الكرام هذا العدد من المجلة، الذي يضم مجموعة متميزة من الأبحاث المحكّمة، تتناول قضايا ملحّة متعددة، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم الظواهر الاجتماعية والإنسانية المعاصرة.
هذا التنوع في الموضوعات والمجالات الجغرافية لا يعكس فقط غنى المحتوى العلمي للعدد، بل يُجسد أيضًا التزام المجلة بدورها بوصفها مجلة علمية تُعنى بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، وتمنح الباحثين المجال لطرح آرائهم وتحليلاتهم ضمن إطار علمي معتمد.
يحتوي هذا العدد على دراسات تتنوع من حيث الإشكاليات والمعالجات، تُسهم في الارتقاء بجودة الحياة وبناء مجتمعات أكثر تماسكًا واستقرارًا.
تضمَّنَ الموضوع الأوّل بحثًا بعنوان: “دور النظرية الاجتماعية في وصف وتفسير تشكل المجتمع الرقمي” للأستاذ الدكتور. عبدالعزيز بن علي الغريب، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتورة. الجوهرة بنت علي اليحيى، أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الملك سعود.
اشتمل الموضوع الثاني بحثًا بعنوان: “السلوك التطوعي وعلاقته بالصمود النفسي لدى الراشدين في دولة الإمارات العربية المتحدة” للدكتورة. شيماء عزت باشا، أستاذ علم النفس المشارك، قسم علم النفس، جامعة الفجيرة وجامعة حلوان، والطالبات: حور عبد الله الحساني، أية عبد الله الشرمي، مهرة سيف اليليلي من قسم علم النفس بجامعة الفجيرة.
في حين تناول الموضوع الثالث بحثًا ًعنوانه: “أثر إعاقة الأبناء على الضيق النفسي والضغوط لدى الوالدين في المجتمع القطري” للدكتور. علي شاكر الفتلاوي، أستاذ مشارك بكلية الآداب والعلوم، قسم العلوم الاجتماعية بجامعة قطر، والباحثة. الدانة محمد الأحبابي.
وتناول الموضوع الخامس بحثًا بعنوان: “التخطيط المالي للأسرة وعلاقته بجودة الحياة الأسرية (دراسة على عينة من الأسر الإماراتية) للدكتورة. ايناس خليل إبراهيم، أستاذ مساعد، عضو هيئة تدريس، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الفجيرة، والباحثات: فدوى سالم أحمد، رندى فتحي الأقطس، مريم على حسن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الفجيرة.
وتناول الموضوع الأخير بحثًا عنوانه: “مدى فعالية النصوص التشريعية في مجال الحماية من العنف الأسري في دولة الإمارات العربية المتحدة” للباحثة هيا حميد العامري، محاضر بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية، قسم علوم الأسرة، تخصص حقوق الإنسان بجامعة الفجيرة، والباحثات: ساره عبد الرحمن محمد علي، حنان عمــار أبوسعدة، طلاب قسم علوم الأسرة بجامعة الفجيرة.
وإذ نقدّم هذا العدد إلى جمهور الباحثين والمهتمين، فإننا نؤكد مواصلة التزامنا في دعم الجهود العلمية الجادة، وإثراء المعرفة، ونرحّب دومًا بملاحظاتهم ومساهماتهم الفكرية والعلمية، إيمانًا بأن المجلة لا تكتمل رسالتها إلا من خلال تفاعلها المستمر مع محيطها الأكاديمي والثقافي.
والله وليّ التوفيق،،،