يصدر هذا العدد من مجلة شؤون اجتماعية ودولة الإمارات تحتفل بيومها الوطني الأربعني متوجة بذلك مسيرة وحدوية أثبتت رسوخها، ومتانة بنيانها، وعمق نسيجها الاجتماعي المتماسك ،وقدرتها على التطور والنماء، محققة في تلك الفترة القصيرة من عمرها العديد من الإنجازات لشعبها،تمثلت في بناء دولة مؤسسات تتضافر فيها الجهود وتتكامل لتنفيذ خطة تنمية طموحة، وقد حرصت الإمارات على استكمال بنيتها التشريعية بإصدار العديد من التشريعات التي تضمن للمواطن حريته وحقه في المشاركة الفعالة في إدارة شؤون وطنه لاسيما بعد أن أصبح اختيار نصف أعضاء المجلس الوطني يتم عبر الانتخابات المباشرة التي يشارك فيها المواطنون بفاعلية ،كما صدرت تشريعات تضمن حرية الصحافة والصحفيين وقانونا للحماية الفكرية وآخر لمنع الاتجار بالبشر وقانونا للشركات ينظم تأسيسها ويضمن حريتها ودورها في المسؤولية الاجتماعية وحرصت الإمارات في تشريعاتها على استقلال السلطات، كما ضمنت التشريعات أن تمثل المرأة في جميع مؤسسات الدولة، حيث تشغل المرأة أربع حقائب وزارية، كما تمثل في المجلس الوطني الاتحادي، وهو المؤسسة التشريعية في الدولة، بسبع عضوات، بالإضافة إلى تمثيلها في المجالس الاستشارية المحلية، ومجالس غرف التجارة والصناعة، ومجالس إدارة الجمعيات ذات النفع العام، واحتلالها لأرفع المناصب الدبلوماسية، ومناصب القضاء والنيابة العامة، إن العناية بالمرأة و إعطاءها حقوقا متساوية دليل على تقدم المجتمعات ورقيها، وبأنها تعمل فعلا على بناء مجتمع يسهم جميع أبنائه ذكورا إناثا في بنائه على قدر المساواة.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة التي أكملت عامها الأربعين حققت لمواطنيها مستوى رفيعا من التقدم والرفاه واستطاعت أن تخلق تنمية متوازنة، حيث حققت تقدما عمرانيا واقتصاديا وتجاريا وأنجزت بنية تحتية رفيعة المستوى، وأنشأت مدنا عصرية تتوفر فيها كل مقومات التميز.

وفي الوقت نفسه أنجزت تنمية اجتماعية متكاملة تمثلت باالارتقاء بالتعليم وتطويره واستطاعت القضاء على أمية المرأة التي كانت تصل إلى 85% قبل قيام الاتحاد وهي لا تتجاوز اليوم 7%، ورفعت نسبة الذين يلتحقون بالحلقة الأولى من التعليم إلى 98.5%, ونسبة الذين يصلون إلى الصف الخامس إلى 97.5%، ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة للأشخاص بين 15-24 سنة إلى 99.5%, ووفرت الخدمات الصحية المتقدمة، والسكن المناسب للمواطن.
كما وفرت له سبل الحياة الكريمة والعمل اللائق للقادرين على العمل، ووفرت الإعانة الاجتماعية للفئات الضعيفة والمهشمة من كبار السن والأشخاص من ذوي الإعاقة والعاجزين صحيا و العاجزين ماديا والأرامل والأيتام وغيرهم من الفئات ، وأولت الإمارات منذ قيامها الثقافة عناية خاصة فشجعت على قيام الجمعيات الثقافية ودعمتها ووفرت لها حرية العمل وكان للثقافة نصيب في الجوائز المميزة للمثقفين والمبدعين الحكومية والخاصة ولعل من أهمها جائزة العويس الثقافية التي منحت لعشرات المبدعين العرب على امتداد مساحة هذا الوطن مغربه ومشرقه, ولعل مما يثير الاهتمام في الإمارات هذا التنوع الثقافي الذي نجم عن تعدد الجنسيات الذي يصل إلى مائتي جنسية ينتمون لثقافات متنوعة تتعايش بانسجام وتآلف منتجة حركة ثقافية إماراتية غنية ومبدعة، كما عنت الإمارات بالإعلام المرئي والمسموع والمقروء فشهدت الإمارات نهضة صحفية تمثلت في صدور العديد من الصحف التي تحتل مكانة عالية بين الصحف في الوطن العربي و تستقطب كتابا من جميع أرجاء الوطن العربي، كما دعمت إصدارات الجمعيات ذات النفع العام، ومنها جمعية الاجتماعيين، للمجلات الخاصة بها, والتي وصلت إلى مستويات رفيعة من حيث المضمون والمكانة العلمية.