المجلة الاجتماعية العدد 109

109

تحميل الملف الكامل هنا

1200px-PDF_file_icon.svg
مرة ثانية تجد مجلة شؤون اجتماعية نفسها مضطرة للحديث عن تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية التي طالت العالم بأسره على الجمعيات ذات النفع العام والتي أدت إلى ضعف مواردها المالية، مما أثر  على أنشطة تلك الجمعيات ودورها الريادي في تنمية المجتمع، وتعزيز دور الفرد، وتأثيره في حركة التغير الجتماعي. فالجمعيات كانت (حتى قبل قدوم الأزمة المالية العالمية )؛ تعاني من صعوبات جمة في تمويل برامجها الثقافية والاجتماعية، وزادت الأزمة الأمر صعوبة، فباتت بعض الجمعيات عاجزة عن تحقيق النذر اليسير من أغراضها، إن إضعاف الجمعيات ذات النفع العام  وتقليص دورها ليس في مصلحة المجتمع وتقدمه، لذا فإن دعم هذه الجمعيات ماديا من قبل جميع  الجهات المعنية من حكومية، وأهلية، وقطاع خاص، وأفراد؛ هو دعم لارتقاء المجتمع وتقدمه، وإسهام في الإفادة من الطاقات الكامنة لدى أفراده في بناء نهضة الوطن، لذا فإننا  نجد لزاما علينا، في مجلة شؤون اجتماعية، أن ندعو، مرة ثانية، تلك الهيئات والمؤسسات  الوطنية لدعم الجمعيات ذات النفع العام ومدها  بالمساعدة لتمكينها من القيام بدورها الاجتماعي في تنمية ثقافة المجتمع وبناء نهضته  .
ومجلة شؤون اجتماعية، التي ما زالت تعاني من  نقص في الموارد؛ استطاعت الاستمرار في الصدور بفضل دعم بعض المؤسسات  الحكومية والمواطنين الحريصين على نمو الحركة  الثقافية وديمومتها ، وهي تطل على القراء في  العدد الأول من عامها الثامن والعشرين مؤكدة دورها في النهوض بالبحث العلمي، ودعم الثقافة الوطنية المحلية والعربية، ويضم هذا العدد من المجلة بحثا عن مجتمع الإمارات بعنوان « الفضائيات وتدعيم القيم في  مجتمع الإمارات» للدكتورة «فوزية العلي» التي تضطلع بدور بارز في الكتابة عن  الإعلام الإماراتي، ووضعها اليد على واقع هذا الإعلام والتعرف على مكامن القوة فيه، والصعوبات التي قد تعتور طريقه، وإن تناول الفضائيات المحلية في الإمارات يعتبر من  البحوث المهمة، ذلك لأهمية هذه القنوات التي  جاوز عددها اثنتي عشرة قناة فضائية تبث  برامجها إلى جميع أرجاء العالم العربي، وإلى العرب  المقيمين في دول الاغتراب، في التعريف بدولة الإمارات، وبالنهضة التي تشهدها هذه  الدولة في شتى المجالات، وبسياستهاالتي تقوم  على دعم السلم العالمي وثقافة التسامح  والعدالة الاجتماعية، وبالتالي فإن نجاح هذه القنوات هو نجاح للإعلام في  الإمارات في أن يكون معبرا ً حقيقيا عن ثقافة هذا الشعب.
والبحث الثاني في العدد عن «التربية على حقوق الإنسان في المدرسة الكويتية في منظور عينة من الموجهين التربويين» للدكتر «على أسعد وطفة» والدكتور «سعد رغيان الشريع،» ويأتي نشرهذا البحث في وقت  تزايد فيه الاهتمام بحقوق الإنسان والتربية عليها في جميع بلدان العالم بصفة  عامة، والوطن العربي بصفة خاصة، لاسيما منذ مطلع العام الحالي الذي يشهد فيه  الوطن العربي حراكا ً اجتماعيا ًكبيرا والبحث الثالث في المجلة يتناول «العزلة في  اليمن ما بين عامي 1948- 1918» في عهد الإمام يحيى حميد الدين الذي حكم اليمن من الأعوام  1904 – 1948 للدكتورة «ناهد عبد الكريم» وهو بحث تحاول  الباحثة فيه وبأسلوب علمي رصين بيان ماإذا كانت هناك عزلة فعلية في اليمن في تلك الفترة؟ أم أن ما يثار لا يعدو كونه عدم اطلاع على أوضاع اليمن في تلك الفترة  التاريخية المهمة من تاريخ العرب، حيث وقع فيها العرب ضحية التقسيم والانتداب والاستعمار الذي أعقب الحرب العالمية الأولى، وباتت المحافظة على  الاستقلال الوطني في تلك الفترة تأتي على رأس أولويات بعض الحكام، حتى لو كان ثمن  هذا الاستقلال شيء من العزلة، وهذا ما حرص عليه الإمام يحيى، إذا إن اليمن  من الدول القليلة في العالم العربي التي لم تقع تحت نير الاحتلال الأجنبي.
البحث الرابع، والأخير، من الأردن، عن «أثر النشاطات الداعمة للاإبداع التنظيمي على أداء المؤسسة الاستهلاكية المدنية  في الأردن» للدكتور عاكف لطفي خصاونة والدكتور «عبد الباري إبراهيم درة» وتشير الدراسة إلى أن الإبداع التنظيمي يؤدي  دورا فاعلا في حياة المجتمعات وبيئات الأعمال  العامة والخاصة،وأن الإبداع يعمل على تعظيم  القدرة على التفاعل والاستجابة لمتطلبات  واحتياجات البيئات التنافسية، وأن هناك حاجة لزيادة الوعي بمفهوم الأنشطة الداعمة للاإبداع التنظيمي لدى المديرين وتعريفهم  بالمفاهيم المرتبطة بها، والعمل على فتح المزيد من قنوات الاتصال بين الإدارات والمديرين وبين المستفيدين من الخدمات التي تقدمها المؤسسات لما لذلك من أثر ايجابي على أداء المؤسسات وتعزيز العلاقات بين مقدم الخدمة ومتلقيها.