المجلة الاجتماعية العدد 107

107

تحميل الملف الكامل هنا

1200px-PDF_file_icon.svg
يضم هذا العدد من مجلة شؤون اجتماعية عدداً من البحوث والدراسات والآراء والأفكار التي تتعلق بموضوعات ساخنة تعم مجتمعنا العربي المعاصر بصفة خاصة، وبعض القضايا العالمية بصفة عامة.
ففي بحث بعنوان ” الإطار الفكري للأزمات الاقتصادية، الأزمة الاقتصادية الحالية أنموذجا ” يتناول الدكتور ” أنور محمد النقيب ”  ملامح الأزمة الاقتصادية التي تركت آثار طالت المجتمعات الإنسانية كافة،إلا أنها أورثت الجوع والفقر والحرمان لدول العالم الثالث بصفة خاصة، حتى فاق عدد الجياع في العالم المليار إنسان ، ويرى الباحث أن هذه الأزمة قد أعادت النقاشات الأيديولوجية، مثل: الأزمة الهيكلية للنظام الرأسمالي ، أو الأزمة الدورية للرأسمالية، أو سقوط النموذج الليبيرالي، وعودة التأميم  والاشتراكية اعادتها الى السطح  ، ولكن أيا كانت أهمية هذه التحليلات وصدقها؛ إلا  أنها لم تغير شيئا على أرض الواقع، إذ ما زالت الدول الرأسمالية المهيمنة تتشبث بنظامها المالي الذي أورث الأزمة، بل والأكثر من ذلك فإن العديد من الأنظمة تتجه يمينا في انتخاباتها الأخيرة، وبعد أن تعمق الباحث في الأزمة الحالية وتبعاتها، فإنه أكد أن هذه الأزمة لن تكون آخر الأزمات، لأنه ليس من المتصور علاج الأزمة الحالية علاجا جذريا، إذ انحصرت سبل المعالجة في تحسين الإجراءات المالية والضوابط الحكومية على عمل القطاع المالي، وما لم يصل العلاج إلى القطاع الحقيقي، فإن الأزمات لن تلبث أن تتجدد حتى إذا أمكن احتواؤها والتخفيف من آثارها لبعض الوقت !!! ويضم العدد بحثا عن المجتمع الافتراضي “القيم والعلاقات الافتراضية بين الشباب : دراسة  ميدانية في مجتمع مدينة الرياض” للدكتورة “عزيزة عبد الله لنعيم ” وقد عرضت الباحثة مشكلة البحث في أنها تنبع من أن التشكيلات الثقافية الجديدة في مجتمع الأنترنت لها أثر كبير في بناء الشخصية المستقبلية للمجتمعات البشرية، فالفرد يدخل في شكل جديد من التفاعل والتأثير، ويتجسد من خلال النص المكتوب والصور والرسومات والصوت ، ومن خلال النص أيضا تبرز شخصية افتراضية قد تكون مختلفة تماما عما يعرف عنها كشخصية إنسانية واقعية، وبحسب الباحثة: فإن الفرد  الانترنتي يتألف مع أعماله الخاصة والعامة في مجتمع الانترنت ، إذأصبح لديه أبنية وردهات وغرف معلوماتية مميزة في ذهنه ونفسيته، مما أفقد الرقابة المنزلية تأثريها، ويظهرذلك من أنه لم يكن لمتغري الرقابة المنزلية تأثير كبير على عدد مرات استخدام المحادثات، مما يشير الى  وجود حرية في عدد مرات استخدام الانترنت في المنزل ، وهذايؤكد أن عالم وضع القيود على الفكر لم يعد ممكنا، وأن المهم أن تكون هناك مؤسسات تعمل على استيعاب طاقات الشباب وتوظيف إمكانات الأنترنت لخدمة المجتمع وتقدمه.
البحث الثالث في المجلة وعنوانه ” الرهانات الابستمولوجية والفلسفية للبحث الكيفي: نحو آفاق جديدة لبحوث الإعلام والاتصال في المنطقة العربية للدكتور ” نصر الدين العياضي” ولعل قراءة السطر الأول من البحث يضعنا أمام المهمة التي تولاها الباحث في البحث عن آفاق جديدة لبحوث الإعلام والاتصال في المنطقة العربية، فهو يرى ان هذه الدراسة تحاول أن توجه التفكري في المنهج وليس ” بالمنهج ” فالمنهج يقرب الفكر، ويوجه التفكري، ويلجم جموحه بجملة من الإجراءات التي تتحكم في النظر لموضوعه ، ويحاول الباحث أن يتقصى وهن البحث العلمي في العلوم الاجتماعية في المنطقة العربية فيعدد منها : سطحيته وانطباعيته، واعتماده على النظريات الغربية الجاهزة، وتبعيته الفكرية، وانفصامه عن الواقع المعيشي أو عدم تمكنه من الإلمام العلمي بالظواهر الاجتماعية المعقدة في المنطقة العربية، إن إيراد هذه العوامل وحدها كاف لأن نقرأ البحث بتمعن؛ علنا نجد فيه ما يمكن أن يجعلنا نفلت من هذا الكابوس الذي تعيشه بحوثنا العلمية.
وفي مجال آخر مختلف ينقلنا الدكتور”عبد الله عبد الرحمن يتيم” إلى البحث في “الانرثبولوجيا الأوربية والشرق الأوسط: النموذج الدمناركي” والدكتور يتيم أغنى مكتبتنا بعدد كبير من الدراسات الأنرثبولوجية التي كان لمجلة شؤون اجتماعية شرف نشر عدد كبير منها، وفي هذا العدد يتابع جهده البحثي في تناول الدراسات الدنماركية عن الخليج العربي ويشير إلى بعض تلك الدراسات، مثل: المرأة في قرية “سار البحرينية” والبداوة في قطر والموسيقى في البحرين” وغيرها، ويشير الباحث إلى أن المشروع البحثي الدنماركي انطلق في تجربته الأولى في نهاية القرن الثامن عشر على يد كارستين نيور ( 1733-1815) وهذا يشير الى عمق تاريخ هذه الدراسات، مما يكسبها أهمية خاصة تدفعنا إلى متابعة قراءة الدراسة .
وفي باب الآراء والأفكار، تنشر المجلة مقالة عن “العنف في المدارس الأسباب والآثار والعلاج للدكتور سلطان بلغيث ” وبنشر هذه المقالة تتابع المجلة جهدها في تناول موضوع العنف الذي يتعرض له أفراد المجتمع الضعفاء مثل: الطفل، والمرأة، ولتظل المجلة مشغولة ببذل الجهد مثلها مثل جميع المعنيين بحقوق الإنسان (للتخلي عن العنف ) بكل أشكاله، سواء كان ضد أفراد أم جمتمعات، أم شعوب، ومنطقتنا العربية من أكثر المناطق التي تمارس على شعوبها كل أشكال العنف، في فلسطني، والعراق، والسودان، والصومال وربما في مناطق أخرى.
والمقالة الثانية في باب آراء وأفكار عن ” دور البرلمان المدرسي في التنشئة الديمقراطية ” الحالة الأردنية ” للدكتور ” محمد المصاحلة ” وتكتسب المقالة أهميتها من أنها تتوجه بالدراسة لبرلمانات طلبة المدارس الذين نأمل أن تتمكن التربية الديمقراطية التي يشبون عليها، في أن تجعلهم يتخذون الدميقراطية نهجا عندما يصبحون في موقع اتخاذ القرار.