في إطار جهودها الرامية إلى تمكين الشباب وبناء مجتمع قيمي متماسك، نظّمت جمعية الاجتماعيين محاضرة افتراضية بعنوان: (الخدمة الاجتماعية وتعزيز القيم الإيجابية لدى الشباب)، عبر منصة “تيمز”، قدّمها الدكتور رمضان إسماعيل، عضو الجمعية والمتخصص في قضايا الشباب والخدمة الاجتماعية، بحضورعدد من أعضاء الجمعية، ومهتمين وباحثين في المجالين الاجتماعي والثقافي.
أدار المحاضرة الدكتور محمد حمدان بن جرش، رئيس اللجنة الثقافية وعضو مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين، الذي أكد في كلمته الافتتاحية ان: ((هذه المحاضرة تمثّل فرصة للتفكير الجماعي، وطرح تساؤلات عميقة حول كيفية إعادة صياغة العلاقة بين الشباب والقيم في زمن التحولات المتسارعة، وكيف نُخرج من مؤسساتنا الاجتماعية والتعليمية والثقافية أجيالاً لا تُردّد القيم فحسب، بل تُعييها، وتُمثلها، وتعيشها)).
ركّز الدكتور رمضان إسماعيل في المحاضرة على ثلاثة محاور رئيسية شكّلت الإطار المعرفي للنقاش:
دور الخدمة الاجتماعية في بناء القيم: بوصفها أداة تنموية تسهم في بلورة منظومة أخلاقية متينة من خلال التدخّلات الميدانية والممارسات المؤسسية الواعية.
التحديات المعاصرة التي تواجه الشباب: كالتأثير السلبي للوسائط الرقمية، وتراجع دور الأسرة والمدرسة، وضعف القدوات المجتمعية الفاعلة.
استراتيجيات تعزيز القيم الإيجابية: مثل تفعيل العمل التطوعي، وإطلاق مبادرات توعوية بقيادة الشباب، وتكامل الأدوار بين المؤسسات التربوية والاجتماعية والإعلامية.
وفي ختام المحاضرة، عرض الدكتور رمضان إسماعيل مجموعة من التوصيات العملية، جاء في طليعتها:
تأهيل الأخصائيين الاجتماعيين للتعامل مع قضايا الشباب الحديثة عبر جلسات توعية وتدريب.
تعزيز الشراكة بين الأسرة والمؤسسات التعليمية لترسيخ خطاب قيمي موحّد.
تنفيذ حملات إلكترونية يقودها الأخصائيون الاجتماعيون لتفعيل الحضور القيمي في البيئة الرقمية.
إشراك الشباب في أنشطة تطوعية موجّهة لتنمية الانتماء والمواطنة والممارسة المسؤولة.
إجراء أبحاث علمية دورية لتقويم أثر البرامج التوعوية والأنشطة المجتمعية على سلوك الشباب.
تمكين الشباب من المشاركة في تصميم وتنفيذ البرامج القيمية بما يضمن استجابتها لاحتياجاتهم وتحفيزهم على التفاعل الفعّال.
وقد شكّلت هذه التوصيات إطاراً تطبيقياً يسهم في تحويل الخطاب القيمي إلى ممارسات قابلة للقياس، انطلاقاً من إيمان الجمعية بأن تعزيز القيم ليس مسؤولية جهة بعينها، بل مهمة وطنية تشاركية.