أعلنت دولة الإمارات عام 2025م “عام المجتمع” عامٌ نعمل فيه يداً بيد لتعزيز الروابط في مجتمعنا وأسرنا وترسيخ المسؤولية المشتركة في بناء وطننا وإطلاق الإمكانات والمواهب. المجتمع القوي والمتماسك والمستقر يعني وطناً قادراً على تحقيق طموحاته ومواجهة تحدياته والتخطيط السليم لمستقبله.
ويمثل هذا العام فرصة لكل من يعيشون على أرض الإمارات مواطنين ومقيمين لتفعيل القيم المجتمعية والمبادرة من أجل مجتمع مزدهر يعمل بروح واحدة لبلوغ تطلعاته وصون هويته وقيمه والحفاظ على استدامة موارده للأجيال المقبلة.
ويهدف «عام المجتمع» إلى تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع من خلال تنمية العلاقات بين الأجيال وتهيئة مساحات شاملة ترسخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة، إضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي للإسهام الفاعل في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي تُرسخ ثقافة المسؤولية المشتركة وتدفع عجلة التقدم الجماعي.
ويركز «عام المجتمع» على إطلاق الإمكانات والقدرات لدى الأفراد والأسر والمؤسسات عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات ومنها ريادة الأعمال والتطور الاجتماعي والذكاء الاصطناعي وغيرها من الأولويات الوطنية لدولة الإمارات، بما يحقق نمواً شاملاً وأثراً إيجابياً مستداماً يسهم في قصة بناء الوطن.
وتدعو المبادرة جميع من يعتبر الإمارات وطناً له، من مواطنين ومقيمين إلى المشاركة من خلال أفكارهم ومقترحاتهم التي تسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية، وتحقيق التقدم المجتمعي، والاحتفاء بالتنوع الثقافي الذي يميز الإمارات، دعماً لمسيرة بناء وطن قوي ومزدهر.
وبصدور هذا العدد من مجلة شؤون اجتماعية تكون المجلة مستمرة دون انقطاع، بل في تطور مستمر، معززة بذلك دورها ومكانتها بين المجلات العربية المحكّمة، وفي كل مرة تصدر المجلة تجسد رؤية جديدة وأسلوباً متطوراً، يعد رافداً حقيقياً لحركة البحوث والدراسات العلمية المحكّمة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، وإنجازاً أساسياً يبرز هوية العلوم الاجتماعية بفروعها وأصولها التطبيقية، بغية استفادة الباحثين والأساتذة والطلبة والمهتمين منها لتعزيز مكانة البحث العلمي في المجتمع العربي كونه أحد أهم عوامل التطور والرقي والازدهار لأية أمة.
بين دفَّتي هذا العدد موضوعات ومعارف متنوعة، تتصل بحقول المعرفة والثقافة المعاصرة. تضمن الموضوع الأول “رؤية استشرافية لتطوير آليات الخدمة الاجتماعية الإكلينيكية في تفعيل مبادرات التنمية المستدامة بالمدارس في المجتمع السعودي بين الإبداع والابتكار” للأستاذ الدكتور رأفت عبدالرحمن محمد محمد، أستاذ دكتور في قسم الخدمة الاجتماعية – كلية العلوم الاجتماعية – جامعة أم القرى، السعودية.
واشتمل الموضوع الثاني على عنوان “التَّحليل المكاني للنَّقل العام المستدام في حاضرة الدَّمَّام باستخدام نظم المعلومات الجغرافية” للدكتورة. حصة بنت محمد العتيبي، دكتوراة في النقل الحضري المستدام – وزارة التعليم – السعودية والأستاذ الدكتور. محمد بن إبراهيم الدغيري أستاذ الجغرافية الاقتصادية في قسم الجغرافية – كلية اللغات والعلوم الإنسانية – جامعة القصيم، السعودية.
في حين تناول الموضوع الثالث بحثا ًعنوانه ” العلاقات الاجتماعية لأفراد المجتمع السعودي وأثرها في جودة الحياة: دراسة تطبيقية على عينة من أفراد المجتمع السعودي” للدكتورة طرفة زيد بن حميد أستاذ مشارك في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، كلية العلوم الاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرياض، المملكة العربية السعودية.
وجاء الموضوع الرابع تحت عنوان ” تحليل احتياجات الطَّلبة الصُّم في ضوء أهداف التَّنمية المستدامة بسلطنة عُمان” دراسة تطبيقيّة في جامعة ظفار” للدكتور أحمد محمد الرنتيسي أستاذ العمل الاجتماعي المشارك في كليـة الآداب والعلوم التطبيقية، جامعة ظفار، سلطنة عُمان والدكتور على سهيل تبوك أستاذ علم الاجتماع المساعد في كليـة الآداب والعلوم التطبيقية، جامعة ظفار، سلطنة عُمان.
وتناول الموضوع الأخير بحثاً عنوانه “وعي الشباب الجامعي بالجريمة المنظمة: دراسة وصفية على عينة من طلاب جامعة الملك سعود للدكتور أحمد بن محمد بن أحمد العسيري أستاذ علم الاجتماع المساعد في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية – جامعة الملك سعود – السعودية.
وفي النهاية نأمل أن يضيف هذا العدد جديداً للمكتبات والباحثين والمهتمين بالبحث العلمي.