المجلة الاجتماعية العدد 111

111

تحميل الملف الكامل هنا

1200px-PDF_file_icon.svg

احتل التعليم ومناهجه وبرامجه وموارده البشرية دورا مهما في الدول التي كانت تطمح الى تحقيق التقدم في كثير من دول العالم ، كما كانت تتم العودة إلى دراسة واقع التعليم وثغراته لمعاجلة أي خلل في المجتمع أو قصور في تقدمه، انطلاقا من أن إصلاح العملية التعليمية سيؤدي إلى إصالح هذا الخلل.
وما كان لتلك الدول أن تحقق ما حققته من تقدم لولا إنجاز إصلاح التعليم فيها وفي الوطن العربي ينظر إلى التعليم على أنه واحد من أهم مواقع الخلل في إحداث التقدم المطلوب، لأن هذا التعليم لم يواكب العصر الذي نعيشه، ولم يستفد من التجارب العالمية الناجحة ، ولم يتعد، في كثير من الأحيان، في أسلوبه تلك الأساليب التي كانت سائدة قبل عقود من الزمن، وكأن العالم لم يشهد هذا التقدم في التقنيات والبرمجيات والتواصل الإعلامي، ومساهمة من مجلة شؤون اجتماعية في التعرف على واقع التعليم في الوطن العربي تنشر المجلة في هذا العدد ثلاثة بحوث تتعلق بالتعليم.
البحث الأول بعنوان:الأفراد رؤية تحليلية لمنظور الجودة الشاملةفي مؤسسات التعليم العالي بالجزائر الأفراد للدكتور الأفراد شوية بو جمعه الأفراد، تناول الباحث فيه واقع الجامعات العالمية والعربية وتجارب تلك الجامعات في تطبيق الجودة لتحسيي آدائها والتغلب على مشكلاتها ، ويرى الباحث أن الجودة لا تتحقق في التعليم إلا من خلال تأسيس المنهج الفكري السليم الذي تسير عليه هذه العملية التعليمية، والتي تتضمن إضافة للعلوم والمعارف التي يتلقاها الطالب منظومة القيم الخلقية، ونظم العلاقات الإنسانية ، ووسائل الاتصال المتطورة وغيرها من الضروريات التي تجعل من حياة الطالب في المؤسسة التعليمية متعة،كما يرى الباحث أن تطور التقنيات التعليمية واستخدامها يجعل الجودة الشاملة أمرا ممكنا لا يستساغ معه ممارسة العمليات التعليمية بالأساليب التقليدية التي كانت تفتقر إلى عنصر الجودة بالقدر الكافي.
وقد توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن هناك بعض العقبات التي تعترض تطبيق معايير الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي بعضها يعود لضعف الموارد المالية أو ضعف الموارد البشرية أو سوء التخطيط والعشوائية، واقترح الباحث اتباع منطق وتقنيات التخطيط الاستراتيجي لوضع توجهات التطوير المستقبلي على أسس متينة، وعدم ترك الأمور للصدف، أو الوقوع تحت رحمة المتغيرات الخارجية دون الاستعداد لها .
والبحث الثاني حول التعليم تناول الأفراد تقويم كفاءات مديري مدارس المرحلة الأساسية التابعة لوكالة الغوث في الأردن، في التعامل مع المعلمين الجدد من وجهة نظر المشرفين التربويين، ومن وجهة نظر المعلمين الجدد أنفسهما لأفراد للدكتور الأفرادأحمد عايشالأفراد ويشير الباحث في مقدمة بحثه إلى أن المجتمع يعتمد اعتمادا كبيراعلى المدرسة في تحقيق أهدافه باعتبار أن المدرسة تمثل بنظامها الحديث شريكا استراتيجيا للمجتمع، وهي تعتمد في تحقيق كثير من أهدافها على مدير المدرسة باعتباره محور المدرسة ومحركها. وهي تتطلب من المدير قدرات علمية ومهنية دقيقة، كما تتطلب مهارات إدارية وتربوية متطورة تستند إلى كفايات إنسانية وفنية وإدراكية ذات درجة عالية من الاتصال ، وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على كفايات مديري المدارس في التعامل مع المعلمين الجدد ليخلص في النهاية إلى أن الحاجة تدعو إلى تطوير قدرات مديري المدارس وتحسين كفاياتهم والتقليل من الأعباء الإدارية الملقاة على عاتقهم لتمكينهم من أداء دورهم في تطوير العملية التربوية.
والبحث الثالث في العدد الذي يتناول التعليم يتناول الأفراد الذكاء الانفعالي لدى عينة من طلبة المرحلة الثانوية في دولة الإمارات العربية المتحدة وسبل تطويرها للأفراد للأستاذ الدكتور الأفراد عدنان يوسف العتوم الأفراد والأستاذ الدكتور الأفراد عبد الله فلاح المنيزل الأفراد وتهدف الدراسة إلى التعرف على مستويات الذكاء الانفعالي تبعا لمتغيرات الجنس والتخصص ومستوى التحصيل والمنطقة الجغرافية، وقد أشارت النتائج إلى وجود مستوى متوسط من الذكاء الانفعالي لدى هؤلاء الطلبة، وإلى أن هذه النتيجة تشير إلى واقعية النظام التعليمي العام ونجاح الجهود المبذولة للارتقاء بالنظام التعليمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، من التعليم المتمركز حول النمو المعرفي للمتعلم، إلى التركيز على الجوانب الانفعالية والاجتماعية في شخصية الطالب.
ويقترح الباحثان ضرورة تضمين المناهج الدراسية تمارين وأنشطة صفية من شأنها مساعدة الطلبة على تعلم مهارات الذكاء الانفعالي.
وبالإضافة إلى البحوث الثالثة التي تتناول التعليم يتضمن العدد عرض كتاب عن مخرجات التعليم وسوق العمل في دول مجلس التعاون.
وتظهر الدراسات الثلاث كم هي الحاجة ماسة إلى تطوير التعليم سواء في مناهجه، أم في كوادره البشرية، أم في طلبته، ليستطيع التعليم أن يسهم في بناء نهضة مجتمعاتنا التي تبدو أنها ما زالت في المراحل الأولى من إرهاصاتها.
والبحث الرابع والأخير في المجلة للدكتورة الأفراد مي الخاجة الأفراد وهو بحث معني بدولة الإمارات العربية المتحدة ويتناول الأفراد مدى فعالية الاتصالات الداخلية للعلاقات العامة على عينة من الجمهور الداخلي في بعض المنشآت الخدمية في دولة الإمارات العربية المتحدة الأفراد
وتركز الباحثة على أهمية الاتصال الداخلي في تحسين الإنتاجية وزيادتها وتسهيل عملية تدفق المعلومات الخاصة بالعمل ومنع الاختناقات أثناء التواصل ، كما تؤكد على أهمية التزام مستشار العلاقات العامة بقيم الانفتاح والأمانة والديمقراطية ليحقق الاتصال الداخلي النتائج المرجوة وقد خلصت الدراسة إلى وجود قصور في الدور الاتصالي المزدوج للعلاقات العامة ، وقلة قدراتها على التواصل والتفاهم على الرغم من تعدد الوسائل الاتصالية بين العاملين، بالإضافة إلى وجود قصور، أيضا، في الخدمات التي تقدمها العلاقات العامة للعاملين من مصاريف وعلاج وأندية ورحلات؛ فضلا عن غياب نظام واضح ومحدد للاقتراحات والشكاوي. ويضم العدد بحثا باللغة الانكليزية يتناول تداعيات الازمة المالية على العالم العربي الأفراد للدكتور الأفراد مهدي محمد محمد القصاص الأفراد وبعد أن يتناول الباحث تحديد الموجات المتتالية للأزمات المالية العالمية، وفي الأسباب التي أدت إلى اشتعال الأزمة المالية العالمية الأخيرة، وفي تداعياتها على العالم العرب.
يخلص الباحث في إطار البحث عن البدائل إلى أن تطبيق مباديء النظام المالي الإسلامي هو السبيل الأمثل لتلافي مثل تلك الأزمات ولدعم وتطوير قطاع اقتصادي حقيقي.
وبالإضافة إلى البحوث والدراسات يتضمن العدد مقالتين، الأولى: عن الأفراد مؤسسات المجتمع المدني وإمكانياتها في الحد من الفساد الإداري الأفراد للدكتورة الأفراد سحر قدوري الرفاعي الأفراد والثانية الأفراد حول ظاهرة تشغيل الأطفال في الجزائر للدكتورة الأفراد فاطمة الزهراء برحيل الأفراد، وعروض ثلاثة كتب، وتقريرا عن مؤتمر مسارات النهوض بالأسرة العربية، وملخصا لرسالة علمية.
إننا نأمل أن يجد الباحثون والمهتمون، لاسيما المعنيون بالتعليم وتطويره بالوطن العربي، ما هو مفيد في بناء قاعدة ترتكز على بحوث علمية للنهوض بالتعليم في الوطن العربي، واعتبار أن هذه البحوث جزء من تلك القاعدة المأمولة..