ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بنسخته الـ41 نظمت جمعية الإجتماعيين محاضرة بعنوان ” الاسرة وتنمية المواهب والمحترفين ” قدمتها االمستشار د. مليحة محمود المازمي عضوة بالجمعية واخصائي اجتماعي واستاذ مساعد وعضو هيئة التدريس بأكاديمية الإمارات للهوية والجنسية ، و أدارة الجلسة د. أسماء الدرمكي عضوة بجمعية الإجتماعيين.
وقد حضر المحاضرة د. جمال عبيد البح، رئيس منظمة الأسرة العربية و رئيس جمعية الاجتماعيين، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة والمؤثرين والمفكرين وطلبة الجامعات والمدارس.
وضحت د. مليحة المازمي خلال المحاضرة : تبقى الأسرة هي المنظومة والبيئة التربوية الحاضنة للأبناء باختلاف خصائصها وأنواعها سواء كانت أسرة صغيرة او ممتدة او حتى أسرة احادية الرعاية . جميع الأسر تستطيع توفير الإحتياجات المادية والمعنوية لأبنائها ولكن القلة منها تسطيع اكتشاف ابنائها الموهوبين والمحترفين لهذا يجب على الأسرة ان تهتم بالأبناء من حيث رعايتهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم وخبراتهم وتوجيه ميولهم باعتبارهم قادة المستقبل لان اﻻﻫﺗﻣــﺎم ﺑﻬــم يقود المجتمع الى مصاف التقدم والمنافسة في شتى المجالات سواء محليا او دوليا .
فالأسرة الناجحة هي القادرة على التعرف على موهبة أبنائها وطاقاتهم وميولهم والمجالات المناسبة لمستقبلهم العلمي والمهني. لان الموهوبين والمبدعين والمتفوقين والمبتكرين هم الثروة الطبيعية لأي مجتمع .. وبالرغم من وجود برامج ومراكز للإكتشاف المواهب إلا ان الكثير من الثروات البشرية الموهوبة والمحترفة لازالت مجهولة خلف جدران المنازل ولا يهتم بها أحد.
لهذا يجب توجيه الإهتمام نحو رعاية هذه الثروة وتنميها وخاصة ذو التميز العقلي منهم فدور الاسرة دور هام جدا في اكتشاف الموهوبين من أبنائها والأخذ بيدهم وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراتهم وإمكانياتهم.
يعتبر مجال الموهبة سلسلة متكاملة من حلقات مترابطة أولها المحافظة على الجو الأسري الهادئ والمستقر والداعم للأبناء ثم تشجيع التفكير وروح الإبداع والإبتكار لدى الموهوب من قبل الأسرة والبيئة التعليمية المتمثلة في المدارس والمراكز الثقافية والأندية الرياضية. ثم تهيئة البيئة الملائمة لهم للكشف عن ميولهم وإبداعاتهم والتعرف على حاجات الموهوبين ومراعاة مشاعرهم ونفسياتهم واتجاهاتهم ومساعدتهم في حل مشكلاتهم . والخطوة الأهم هو كيفية التعامل مع اسئلة الموهوبين والإجابة عليها بذكاء ومناقشة موضوعاتهم بأسلوب علمي. تشجيع الموهوبين وإتاحة الفرصة لهم لطرح الأفكار والبحث عن المعلومة الجيدة لتزداد خبراته ومعارفهم ومهاراتهم ويجب التركيز على تعليم الموهوبين الطرق المنهجية للبحث لتنظيم استنتاجاتهم وأفكارهم . لاننا سوف ننتقل من مرحلة الإكتشاف والرعاية والإحتضان الى مرحلة إدارة الموهوبين وتتبعهم ضمن مراحل العملية الإدارية من حيث التخطيط والتنظيم والتنفيد المتابعة والمراقبة ومساعدتهم في اتخاذ القرار المناسب لمستقبلهم .