ظلت مجلة شؤون اجتماعية منذ صدور عددها الأول في بداية العام 1984 وحتى صدور هذا العدد تحرص غاية الحرص على ضمان تحقيق أعلى مستويات ومعايير الجودة في محتوى المادة العلمية المنشورة على صفحاتها، واستطاعت المجلة من خلال التزامها التام والصارم بسياسة التحكيم العلمي والمزدوج أن تحقق سمعة أكاديمية طيبة وصيت علمي واسع بين أوساط العلماء والأكاديميين من مختلف الجامعات والكليات. وتسهم التحكيم في تجويد البحث العلمي وإعانة الباحثين والمؤلفين للارتقاء بالبحث العلمي من خلال المراجعة والتدقيق بواسطة خبراء التخصص نفسه، كما يسهم التحكيم العلمي في التأكيد على الدقة والأمانة والنزاهة والموضوعية، بالإضافة لضمان حداثة الموضوع وملائمته لأهداف ومجالات المجلة.
وخلال مسيرة امتدت لحوالي أربعة عقود استطاعت المجلة أن تحتل موقعها الصداري والمتميز بين المجلات العلمية المحكمة في العالم العربي، حيث أصبحت المجلة واحداً من أهم منابر النشر العلمي والأكاديمي الرصين في دولة الإمارات ودول الخليج والدول العربية على حد سواء. كما استطاعت كذلك الحصول على الاعتراف من مؤسسات التعليم العالي في معظم الدول العربية باعتبارها منبراً للنشر العلمي المؤدي للترقية الأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس. ويمثل هذا الاعتراف شهادة تفتخر بها المجلة بين مثيلاتها من المجلات العلمية العربية داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة. وعليه فقد نجحت شؤون اجتماعية في نيل ثقة المجتمع العلمي العربي، مما أسهم في استقطاب طيف واسع من العلماء والأكاديميين من مختلف التخصصات والدرجات العلمية والأكاديمية من الذين يحرصون على نشر أبحاثهم في صفحات المجلة.
كذلك نجحت المجلة خلال مسيرتها الطويلة في تناول العديد من القضايا والملفات الاجتماعية الملحة في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة وفي المجتمع الخليجي والعربي. فصارت المجلة مرجعاً وملاذاً للباحثين والمعنيين بالقضايا الاجتماعية كما أسهمت بشكل واضح ومؤثر في إثراء المكتبة العلمية للدراسات الخاصة بمجتمع الإمارات من خلال تخصيصها لمجموعة من الملفات والأعداد الخاصة التي تتناول بالدراسة والتحليل قضايا مهمة وحيوية.
وفي سبيل تأمين استدامة جودة المادة المنشورة في أعداد المجلة حرصت على توطيد العلاقات ومد جسور التعاون مع مؤسسات التعليم العالي من الكليات والجامعات في دولة الإمارات والخليج والدول العربية، فأسهمت الجامعات في رفد التأليف والنشر في المجلة، ولديها هيئة استشارية وهيئة تحرير تنفيذية على أعلى مستوى للمحافظة على تطوير وجودة المجلة.
وفي إطار التزام المجلة بتوسيع وتنويع المشاركة يضم العدد 158 الذي بين يديكم عدداً من البحوث والدراسات العلمية الرصينة التي تعكس اهتمامات المجلة بمختلف القضايا الاجتماعية. حيث تتناول الدراسة الأولى موضوع مشكلات أسر ذوي الشلل الدماغي بدولة الإمارات العربية المتحدة ومصادر الدعم وتقدم الدراسة نموذجاً من المنطقة الشرقية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتتناول الدراسة الثانية موضوعاً مهماً يحاول التعرف على اتجاهات الدراسات المتعلقة بالأسرة العربية في العلوم الإنسانية ما بعد كوفيد 19، وهي دراسة تحليلية تتناول فترة ما بعد جائحة كوفيد بالنظر والتحليل.
أما الدراسة الثالثة فتتجه نحو عالم التقنية الحديثة وتحاول التعرف على اتجاهات الجيل الرقمي نحو العمل، وذلك من خلال دراسة عينة من القطريين.
وتقدم الدراسة الرابعة تقييماً لدور وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي بقضايا المرأة في المملكة العربية السعودية، ويأتي ذلك في إطار دراسة سوسيولوجية لعينة تضم مجموعة من الطالبات في جامعة الملك عبد العزيز، جدة.
وبالإضافة للدراسات العلمية يقدم باب آراء وأفكار موضوعين مهمين الأول منهما يتناول موضوعاً حول الموهبة في مرحلة الطفولة من خلال استعراض عدد من التجارب العربية والخبرات العالمية. فيما يقدم الموضوع الثاني موضوعاً حول جدلية الحياة والحياة في رواية الحيّ الحيّ للأديب والشاعر الإماراتي علي الشعالي.
نتمنى أن يجد قراؤنا الأعزاء ما يفيدهم ويسرّههم في الموضوعات التي اشتمل عليها هذا العدد، ونؤكد لكم أننا نسعد دوماً بتواصلكم وبآرائكم ونجدد الدعوة لكم للمساهمة بالكتابة والنشر في الأعداد القادمة من مجلة شؤون اجتماعية.