تُكرس دولة الإمارات عام 2023م للاستدامة، حيث أعلنت “عام الاستدامة”، تحت شعار “اليوم للغد”. وسيتضمن عام الاستدامة في الدولة مبادرات وفعاليات وأنشطة متنوّعة، بالإضافة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال.
ويهدف “عام الاستدامة” إلى إبراز الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في تعزيز العمل الجماعي الدولي لمعالجة تحديات الاستدامة ودورها في البحث عن حلول مبتكرة يستفيد منها الجميع.
ومن هذا المنطلق عقدت جمعية الاجتماعيين مؤتمرها بعنوان ” تحديات التنشئة في العصر الرقمي” والذي يأتي تزامناً مع فعاليات الدولة في عام الاستدامة، نظراً لكون التنشئة الرقمية أصبحت واقعاً ملموساً معاشاً مؤثراً ومن أهم البنى الثقافية التي تعنى بثقافة الأجيال، بل أصبحت الوسيلة الغالبة والمهيمنة التي تسلب ألباب الأجيال الجديدة وتستهويهم. فلقد أصحبت إحدى مفردات ثقافتهم ووسائل الحصول على المعلومة وعن الفكرة وعما يدور في كافة أقطار العالم.
وتشير الدراسات إلى أن الطفل أصبح يستقي أكثر معلوماته من المواقع الإلكترونية، فقد أصبحت الوسيلة الثانية بعد الوالدين للقيام بدور التنشئة، ولقد تراجعت المدارس إلى المرتبة الثالثة والأسرة إلى المرتبة الثانية من حيث الأهمية في بناء وعي وإدراك الأطفال، ثم تأتي العوامل المساعدة للتنشئة والتي يقل دورها تدريجياً مثل مراكز الشباب الناشئة ومراكز العناية بالأطفال والجمعيات المتعلقة بالطفل وغيرها من الجوانب. لذا تم عقد هذا المؤتمر سعياً لخلق بيئة واعية اجتماعياً وضماناً لتقليص الفجوة بين جيلي الآباء والنشء من أجل تنمية اجتماعية مستدامة مواكبة لمجتمع متطور ومتجانس الفكر والسلوك.
وبصدور العدد 157 من مجلة شؤون اجتماعية تكون المجلة قد بدأت عامها الأربعين من الصدور دون انقطاع، معززة بذلك دورها ومكانتها بين المجلات العربية المحكّمة، وفي كل مرة تصدر المجلة تجسد رؤية جديدة وأسلوباً متطوراً، يعد رافداً حقيقياً لحركة البحوث والدراسات العلمية المحكّمة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، وإنجازاً أساسياً يبرز هوية العلوم الاجتماعية بفروعها وأصولها التطبيقية، بغية استفادة الباحثين والأساتذة والطلبة والمهتمين منها لتعزيز مكانة البحث العلمي في المجتمع العربي كونه أحد أهم عوامل التطور والرقي والازدهار لأية أمة.
وما كان لهذه المجلة أن تحقق هذه الإنجازات لولا دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة المستمر وتوجيهاته، وتبرعات المواطنين الغيورين على تقدم الثقافة والمعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذا الصدد جاء العدد الراهن متضمناً مجموعة من الأبحاث المتباينة والمتنوعة من حيث طبيعة الموضوع ومنها بحث بعنوان “دور لجان التنمية الاجتماعية الأهلية في تعزيز ثقافة التطوع: دراسة ميدانية في مدينة الرياض”، للأستاذ أيمن بن إبراهيم الشقيران وأ.د. صالح بن رميح الرميح من جامعة الملك سعود بالسعودية.
كما تضمن العدد بحثاً للدكتورة. نورة ناصر القحطاني من جامعة الملك سعود بالسعودية بعنوان “قلق الموت وعلاقته بالرضا عن الحياة لدى عينة من المتقاعدين بالقطاعين العام والخاص في منطقة الرياض “دراسة ميدانية”.
فيما جاء البحث الأخير في العدد بعنوان “الآثار التي تعاني منها المرأة المعنفة في ظل جائحة كورونا ((COVID-19 دراسة مطبقة على الأخصائيين الاجتماعيين بدار الحماية الاجتماعية والمستشفيات الحكومية بمنطقة مكة المكرمة للدكتور. منصور بن عبدالله حامد المالكي من جامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية.
كما تضمن العدد مقالتين في باب آراء وأفكار تضمنت المقالة الأولى بعنوان “هل الخدمة الاجتماعية مِهنةٌ” أُنثَويَّةٌ؟” للأستاذ الدكتور. عبدالعزيز عبدالله البريثن من جامعة الإمارات العربية المتحدة بالإمارات.
بينما تضمنت المقالة الثانية “تطور المنهج في التاريخ من الفترة القديمة إلى المرحلة المعاصرة” للباحث كريم يوسوفي من جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال بالمغرب.
وفي النهاية نأمل أن يضيف هذا العدد للمكتبات الجديد والباحثين والمهتمين بالبحث العلمي.