مع كل مرة تصدر مجلة شؤون اجتماعية تجسد رؤية جديدة وأسلوب متطور، يعد رافداً حقيقياً لحركة البحوث والدراسات العلمية المحكمة، في دولة الامارات العربية المتحدة والعالم العربي، وإنجازاً أساسيا يبرز هوية العلوم الاجتماعية بفروعها واصولها التطبيقية، بغية استفادة الباحثين والأساتذة والطلبة والمهتمين منها، ونظرا للسعي المستمر والدؤوب لتطوير المجلة شكلا ومضمونا، فقد تم ادخال دماء جديدة في المجلة؛ اذ اعيد تشكيل الهيئة الاستشارية للمجلة ، وانضم اليها كوكبة من العلماء والباحثين والخبراء في مجال البحوث والدراسات المتخصصة.
ويحتضن هذا العدد سبعة ابحاث رصينة في مختلف العلوم الإنسانية، حيث تناول الموضوع الأول، المتطلبات اللازم توافرها في الاختصاصي الاجتماعي للعمل مع اصحاب الهمم في أطار الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية “دراسة على الاختصاصيين الاجتماعيين العاملين في دولة الامارات العربية المتحدة حيث تم تحديد الهدف الرئيسي للدراسة الراهنة في “”تحديد المتطلبات اللازم توافرها في الاختصاصي الاجتماعي في مجال رعاية اصحاب الهمم في ضوء الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية ” وتوصلت نتائج الدراسة لتصوُّر علمي مقترح للمتطلبات اللازم توافرها في الاختصاصي الاجتماعي للعمل مع أصحاب الهمم في أطار الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية ، وتتضمن تلك المتطلبات (سمات عقلية- أعداد مهني- توافر مؤهل علمي متخصص-قيم ومبادئ- المهارات- الخبرات)، فيما تناول الموضوع الثاني، الاحتراق النفسي وعلاقته بالصحة النفسية لدى الطلبة الجامعيين وهدفت الدراسة إلى التعرف على الاحتراق النفسي وعلاقته بالصحة النفسية لدى الطلبة الجامعيين، وتوصلت الدراسة إلى نتائج أوضحت أن مستوى الاحتراق النفسي لدي الطالبة الجامعيين كان مرتفع، وأن مستوى الصحة النفسية لديهم كان متوسط، ووجود علاقة ارتباطيه سالبة دالة إحصائياً بين مستوى الاحتراق النفسي ومستوى الصحة النفسية لدى الطلبة الجامعيين. وكانت أهم التوصيات العمل على وضع برامج وقائية وعلاجية للحد من الضغوط النفسية والاحتراق النفسي التي يتعرض لها طلبة الجامعة عامةً وطلبة كلية الأسنان خاصةً. أما الموضوع الثالث فقد تناول، في جندرة الإرهاب ونزع الجندرة، قراءة في كتاب: النّساء والإرهاب (دراسة جندرية) حيث بينت الدراسة المقاربة إلى تنزيل كتاب “النّساء والإرهاب: دراسة جندريّة”، لمؤلّفتيه: الكاتبة والأستاذة الجامعيّة آمال قرامي والصّحفيّة منية العرفاوي، في إطاره النّظريّ والتاريخيّ. واعتمدنا منهجًا تحليليّا نقديّاً لمراجعة الجزء النّظريّ من هذا الكتاب، وهو الجزء الذي حرّرته آمال قرامي. وحاولنا الوقوف عند ما حاولت تفكيكه من صور نمطيّة ومن تمثّلات اجتماعيّة موروثة موصولة بالأنوثة والذّكورة في قضايا العنف والتّطرّف الدّينيّ والأعمال “الجهاديّة”. فيما تناول الموضوع الرابع، جودة الخدمات التعليمية وعلاقتها بتحقيق الميزة التنافسية لكلية التربية بالمزاحمية حيث كشفت الدراسة عن ما إذا كان هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات استجابات أفراد مجتمع الدراسة نحو مستوى جودة الخدمات التعليمية وتنافسيتها تبعًا لمتغيري التخصص، والمستوى الدراسي، وأظهرت نتائج الدراسة أن مستوى جودة وتنافسية الخدمات التعليمية المقدمة لطالبات كلية التربية بالمزاحمية جاءت بدرجة متوسطة، وأن هناك فروقًا حول مستوى جودة الخدمات التعليمية لصالح طالبات تخصص الطفولة المبكرة وطالبات المستوى الثاني، وأن هناك فروقًا حول مستوى التنافسية في الخدمات التعليمية لصالح طالبات تخصص الطفولة المبكرة وطالبات المستوى الثالث والرابع، وأن هناك علاقة ارتباطية طردية بين جودة وتنافسية الخدمات التعليمية المقدمة لطالبات كلية التربية بالمزاحمية، أي أن زيادة مستوى الخدمات التعليمية يُساهم في زيادة مستوى التنافسية في الخدمات التعليمية المقدمة للطالبات. أما الموضوع الخامس فقد تناول مشاركة المرأة الأردنية في الانتخابات النيابية لمجلس النواب الثامن عشر لعام 2016م حيث وضحت الدراسة التعرف على مشاركة المرأة الأردنية في الانتخابات النيابية لمجلس النواب الثامن عشر لعام 2016م، ومعرفة أثر نظام الانتخاب بالقائمة والكوتا النسائية في قانون الانتخاب لمجلس النواب. وقد توصلت الدراسة إلى أن قانون الانتخاب لمجلس النواب عمل على تخصيص مقاعد إضافية للمرأة بمقدار خمسة عشر مقعد، وأن المرأة الأردنية شاركت في الانتخابات النيابية لمجلس النواب الثامن عشر لعام 2016م، وقد أوصت الدراسة بضرورة تعديل قانون الانتخاب لمجلس النواب رقم (6) لسنة 2016م وتعديله، بحيث يتم زيادة عدد المقاعد الإضافية المخصصة للنساء (الكوتا النسائية) إلى نسبة لا تقل عن (25%) من العدد الإجمالي لأعضاء مجلس النواب الأردني، وضرورة أن تتضمن القوائم المرشحة نساء بنسبة معين شرطاً لقبولها، والعمل تدريب النساء المرشحات للانتخابات النيابية وتوفير الدعم المالي لهن. والموضوع السادس تناول الذكاء الاجتماعي لدى عينة من الطلبة الموهوبين والعاديين في المرحلة المتوسطة والثانوية في محافظة الخبر حيث تناولت الدراسة التعرف على الفروق في الذكاء الاجتماعي لدى عينة من الطلبة الموهوبين والعاديين وعلاقته بمتغيري الجنس والمرحلة الدراسية، وأظهرت النتائج وجود فروق دالة احصائياً بين الطلبة الموهوبين والعاديين بشكل عام في جميع ابعاد المقياس لصالح الطلبة الموهوبين، وعدم وجود فروق دالة احصائياً بين الطلبة الموهوبين والعاديين استناداً لمتغير الجنس، بالإضافة إلى وجود فروق بين الطلبة الموهوبين والعاديين استناداً الى المرحلة الدراسية لصالح المرحلة الثانوية، ومن أهم توصيات الدراسة اعداد برامج متنوعة لتنمية الذكاء الاجتماعي لدى الطلبة في مراحل التعليم، واعادة النظر في الاساليب المتبعة في الكشف عن الموهوبين وتوسيعها بالإضافة الى اعداد دورات تدريبية للمعلمين تتعلق بتنمية المهارات الاجتماعية فيما تناول الموضوع السابع والأخير الأسباب المؤدية لعدم اجتياز المتدربين لمتطلبات برنامج المعلمين الجدد بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين حيث هدفت الدراسة إلى معرفة أسباب عدم اجتياز المتدربين لمتطلبات برنامج المعلمين الجدد من الدفعة الرابعة بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين بسلطنة عمان. وخلصت الدراسة إلى أن أسباب عدم اجتياز المتدربين متطلبات البرنامج تكمن في ثلاثة أسباب رئيسة هي أسباب شخصية تتعلق بالمتدرب، أسباب تتعلق بالبرنامج التدريبي، أسباب تتعلق بالمدرسة. أوصت الدراسة بضرورة تقديم دورات تدريبية للمعلم المستجد؛ لتطوير مهاراته في إدارة الوقت والتخطيط والدافعية نحوَ التعلم بالإضافة إلى لإعادة النظر في الإجراءات الإدارية والتنظيمية المتبعة في البرنامج التدريبي للمعلمين الجدد، وتفعيل المساندة والدعم لهم.
كما يتضمن هذا العدد عرض كتاب لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
في الوقت الذي نتقدم فيه بالشكر والامتنان إلى كل من ساهم في المجلة؛ ندعو الباحثين إلى تقديم نتاجهم العلمي للنشر في المجلة.
والله الموفق،،،
شؤون اجتماعية