لا وقت للتفكير للتعرف على عمق إنسانية دولة الإمارات العربية المتحدة التي بنيت على أسس إنسانية والتسامح وطيب أرض وأهل، فذلك جذوره عميقة عمق التاريخ، والسير الشخصية لقادة الإمارات تدلل على ذلك لمختلف أزمنة منذ أن زرع الشيخ زايد رحمه الله هذه الروح الطيبة في كل قادتها ومن عاش على أرضها، فلا جدال في ذلك أبدا.
فدولة الإمارات وقفت منذ بداية الكارثة الإنسانية الكبيرة في إنتشار جائحة كوفيد 19 وقفت لحماية شعبها وكل المقيمين على أرضها دون تمييز من أحد وبذلت الكثير من العطاء المادي والمعنوي ثبات موقفها الإنساني في حماية البشرية. ولن تنسى دولة الإمارات كما هي مواقفها الكثيرة دول العالم بما فيها العربية وغير العربية المسلمة وغير المسلمة فلن يقف العرق والدين في وجه الأفكار النقية والمواقف السخية فالإنسانية أكبر من أي موقف في هذه الدار المباركة.
قد نعجز في هذه الافتتاحية من ذكر جميع المواقف سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي ولكننا ملزمون للتذكير بها كجزء من تاريخ هذه المرحلة من حياة الدولة.
الموقف على الصعيد الداخلي:
فمنذ إعلان الحالة أمر رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله ورعاه بتوجيه التوقف لجميع النشاطات الاقتصادية رغم أهميتها وتأثيراتها وجعلت من الصحة هي الأولوية للمواطن وكل من يعيش على هذه الأرض الكريمة، وفي ذات الوقت لم توقف عجلة الحياة فبقيت الخدمات في أقصى طاقاتها مع مراعاة التحسب الصحي وفقا لشروط وكان في مقدمتها التعليم العام حيث لم يتوقف نهائيا واستبدلته نتيجة جاهزيتها بالتعليم عن بعد وهذا موقف سجل إيجابيا للدولة في الوقت الذي توقفت وتعرقلت كثير من الدول.
وحولت جميع الخدمات على الفور بالطرق الإلكترونية وتحملت أعباء التحول وتكاليفه ونتائجه وقد كانت أساليب ناجحة تنم عن احترام قيمة الإنسان. وعلى صعيد آخر فقد وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .. بسداد تكاليف علاج الحالات الحرجة المصابة بفيروس كورونا « كوفيد – 19 » عن طريق الخلايا الجذعية، ويستهدف العلاج بالخلايا الجذعية الحالات الحرجة حيث يعكس هذا العلاج إضافة إلى الإجراءات الطبية المتخذة.. تضافر الجهود وسعي دولة الإمارات العربية المتحدة للإسهام في وضع حد لوباء / كوفيد 19.
كما أطلقت دولة الإمارات حملة «10 ملايين وجبة » تحت مظلة مؤسسة مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتعاون مع صندوق التضامن المجتمعي ضد كوفيد 19، الذي أطلقته دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي. وذلك لدعم الأفراد والأسر المحتاجة الأكثر تضررا في الظروف الاستثنائية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
وتتيح « حملة 10 ملايين وجبة » التي تزامنت مع شهر رمضان المبارك الفرصة لكل الشرائح المجتمعية والمؤسسات والشركات ورجال الأعمال، والشخصيات البارزة في العمل الإنساني والقادرين من الأفراد، الإسهام سواء نقديا لشراء وجبات طعام أو بتقديم تبرعات عينية على شكل مساعدات غذائية ومواد تموينية، بحيث يتم إيصال وجبات الطعام والطرود الغذائية للمستفيدين في كافة إمارات الدولة وبماشرة إلى أماكن سكنهم، وذلك بالتنسيق مع عدد من المؤسسات والجمعيات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات.كما أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أنها بصدد كفالة ورعاية أسر المتوفين كافة بسبب فيروس كورونا المستجد / كوفيد – 19 / من جميع الجنسيات في الدولة وذلك ضمن مبادرة «أنتم بين أهلكم » التي تتضمن عددا من المحاور الحيوية وتعزز برامج الهيئة في مجال الخدمات المجتمعية.
أما بخصوص برنامج «معا نحن بخير» عطاء المجتمع فرصة للمشاركة في جهود حكومة أبوظبي في التصدي للتحديات الصحية والاقتصادية المرتبطة بأزمة كوفيد- 19 يجمع البرنامج الذي أطلقته هيئة المساهمات المجتمعية لتخصص عوائد البرنامج المالية والعينية والتطوعية على الأولويات وبالتنسيق مع الشركاء المعنيين للمعونات المجتمعية والطبية والغذائية والتعليمية.
الموقف على الصعيد الخارجي:
تنطلق دولة الإمارات من ثقافة ونهج المغفور له بإذن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة طيب الله ثراه، وفي إطار التزام دولة الإمارات بتقديم يد العون للجميع، ساهمت دولة الإمارات بتقديم مساعدات إنسانية للدول عموما للتخفيف من معاناة شعوبها في مواجهة فيروس كورونا، حيث أرسلت عددا من الطائرات التي تحمل المساعدات من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية التي تقدر بمئات الأطنان والتي يستفيد منها العاملين في القطاع الطبي في مواجهة الأزمة، وقد شملت المساعدات العديد من الدول العربية والأجنبية قد لايتسع المقال هنا لشرح التفاصيل لكنه موقف تاريخي كما هي طبيعة الدولة في جميع الكوارث والأزمات.
كما شملت مجالات المساعدة للدول في القيام بإعادة مواطني بعض الدول إلى بلدانهم ضمن مساعي التنسيق بضمان سالم وآمن للمغادرين، كذلك شملت المساعدات الدولية الخارجية إنشاء مستشفى ميداني بسعة 4000 سرير في بريطانيا؛ حيث حولت دولة الإمارات أحد المعارض المملوكة لإحدى شركاتها إلى مستشفى ميداني بسعة 4000 سرير في العاصمة البريطانية لندن. قد يمكننا تغطية هذه المواقف بكاملها لكنها شواهد تاريخية طبية يشار لها بلبنان في تكاتف كافة الجهود الوطنية المشتركة والجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات إنجاز هذه المبادرات الإنسانية في زمن قياسي مما يجسد نهج الإمارات الراسخ في العطاء والتلاحم والتآزر لخدمة الإنسانية والوقوف إلى جوار الأشقاء والأصدقاء والتضامن معهم في الظروف الصعبة.
والشوؤن الإجتماعية في الوقت الذي تدعم فيه كافة المساعي الوطنية تدعو من العزيز الكريم أن يحفظ بلدنا الإمارات وشيوخها وحكامها وشعبها ومقيمي الدولة من كل داء و وباء أنه سميع مجيب.