المجلة الاجتماعية العدد 142

142

تحميل الملف الكامل هنا

1200px-PDF_file_icon.svg

الشارقة العاصمة العالمية للكتاب

في الثالث والعشرين من شهر إبريل 2019 توجت الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية، ولما تتمتع به الشارقة بخاصة ودولة الإمارات العربية المتحدة بعامة من إرث ثقافي غني بالتنوع والتسامح والإلتزام باتفاقية حقوق النشر وحقوق المؤلف، ويأتي هذا الاختيار تتويجاً لجهودها الحثيثة ومسيرتها في دعم مجالي الكتاب والثقافة، ونتيجة لبرنامجها المبتكر الذي قدمته إلى مبادرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ” اليونسكو” . وبذلك تكون الشارقة المدينة الأولى خليجيا التي تحمل اللقب، والثالثة عربيا، بعد مدينة الإسكندرية التي كانت عاصمة عالمية للكتاب في سنة 2002، وبيروت التي توجت عاصمة عالمية للكتاب في سنة 2009، والتاسعة عشرة عالمياً بعد مدن عالمية عريقة وغارقة في القدم بحضارتها مثل: مدريد، وأثينا، ونيودلهي، وتورينو، وأمستردام، وسواها من المدن العريقة.

و تحتفل الشارقة بهذا اللقب الجديد الذي يضاف إلى الألقاب العالمية التي حظيت بها سابقاً فالشارقة عاصمة للثقافة العربية في سنة 1998، وهي عاصمة الثقافة الإسلامية أيضا في سنة 2014، وها هي اليوم عاصمة عالمية للكتاب تحتفل به تحت شعار “افتح كتابا تفتح أذهاناً ” إن هذا الإنجاز الحضاري الذي تحرزه مدينة الشارقة، سيفتح صفحة جديدة في كتاب التاريخ الذي يسطر إنجازات الشارقة التي طالما كانت سباقة في جميع الأحداث والمبادرات الثقافية التي تقام على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، ويكفي أن نشير إلى معرض الشارقة للكتاب الذي انطلق منذ عام 1982، وأصبح اليوم واحداً من أهم ثلاثة معارض للكتاب على مستوى العالم، إذ تشارك فيه (1876) دار نشر، ويحضره (2.38) مليون زائر، وتقام فيه (1800) فعالية. وسيكون معرض الشارقة للكتاب في هذه السنة معرضا استثنائيا احتفاء بهذاالإنجاز العالمي الكبير، سواء من حيث عدد الفعاليات، أم عدد الدول المشاركة، أم عدد الكتب الحديثة المترجمة من أغلب لغات العالم إلى العربية، بما في ذلك الكتب اليابانية التي ستدخل المكتبة العربية بهذا الزخم لأول مرة، ومما يسجل لمعرض الكتاب في الشارقة أن الرقابة تغيب عن المعرض بكل أشكالها بدءا من معرض عام 2018، حيث عرض الناشرون ما يريدون من عناوين دون أي تدخل من الجهة المنظمة أو أية جهة أخرى، ولم يكن هناك منع لأي عنوان على الإطلاق. ولعل معرض الشارقة ينفرد بهذه الميزة بين معارض الكتب في هذه البقعة من العالم.ولقد واكبت جمعية الاجتماعيين منذ إشهارها في سنة 1981 هذه النهضة المعرفية الواسعة، حيث اضطلعت بدور كبير في إصدار ونشر عشرات الكتب العلمية والبحثية، ويكفي أن نشير إلى سلسلة ” دراسات في مجتمع الإمارات ” التي صدر منها أربعة عشر مجلدا بالإضافة إلى سلسلة  الرسائل العلمية، وسلسلة الدراسات حول المرأة. وسلسلة المشكلات الاجتماعية في دولة الإمارات، التي كانت من أهم الكتب التي تتناول المشكلات الاجتماعية في مجتمع الإمارات، ولقد غدت تلك الكتب من أهم مصادر الباحثين والمهتمين بالشأن الاجتماعي في الإمارات. و كانت الجمعية أيضاً واحدة من بين عشر مؤسسات غير ربحية ساهمت في النهوض بحركة التأليف والنشر في الإمارات؛ حيث احتلت مواقع مهمة بين تلك المؤسسات في العقد الأخير من القرن الماضي، فلقد احتلت المركز الثاني في سنتي 1995، 1996 والمركز الثالث في سنة 1993 بالنسبة لعدد الكتب التي نشرت في تلك السنوات، وقد بلغ عدد الكتب التي نشرتها الجمعية /41/ بالإضافة إلى مجلة شؤون اجتماعية التي صدر منها 142 عدداً على مدى ستة وثلاثين عاماً و لدى الجمعية خطة تهدف إلى نشر المزيد من البحوث العلمية والكتب ذات الموضوعات المختلفة، فهي تطمح أن تصدر مجلدات جديدة من دراسات في مجتمع الإمارات حتى يصل عددها إلى ما يزيد عن ثلاثين مجلدا. كما أن لدى الباحثين الذين ينشرون بحوثهم في المجلة وأعضاء الجمعية العديد من العناوين الجديدة الجاهزة للنشر، وهي تتناول موضوعات مهمة عن مجتمع الإمارات. وتنتظر الجمعية أن تتوفر الإمكانات المادية للبدء بنشر تلك الكتب.

كما تطمح الجمعية أن تظل واحدة من بين المؤسسات غير الربحية في الإمارات، بالنسبة لعدد ما تنشره من كتب، وأن تستمر بإصدار مجلة الشؤون الإجتماعية ودعمها وتطويرها لتواكب التقدم العلمي الذي تشهده الإمارات، التي جاوز عدد مؤسسات التعليم العالي فيها /85/ مؤسسة تضم ما يقرب من /140/ ألف طالبة وطالب. وتلك المؤسسات الجامعية أحوج ما تكون إلى المزيد من المجلات العلمية التي تنشر بحوثهم ودراساتهم ونتاجهم العلمي.وتنتهز جمعية الاجتماعيين ومجلة شؤون الاجتماعية هذه المناسبة لرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لفوز الشارقة بهذا الإنجاز العالمي الكبير، فلقد قاد سموه مسيرة الشارقة الثقافية وأعار اهتماما خاصاً لمعرض الكتاب في الشارقة حتى أصبح مهرجانا سنويا للمعرفة والقراءة يستقطب جميع الأجيال من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن المهتمين بالكتاب من مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتدعو مجلة الشؤون الاجتماعية جميع الأخوات والأخوة الباحثين والأكاديميين للمساهمة بهذا الاحتفاء الكبير بالكتاب وبالشارقة عاصمة عالمية له بالكتابة عن هذه المناسبة؛ سواء في باب البحوث والدراسات، أم في باب آراء وأفكار.