الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مسيرة قائد
لقد من الله سبحانه وتعالى على صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نضر الله ثراه بنعمة إجماع كل البشر على محبته، بل كل الكائنات؛ لما له من فضل وأياد بيضاء؛ حيث امتد فضله إلى البشر والبحر والحجر والشجر. ولقد منحه الله حكمة وبصيرة ورجاحة عقل جعت منه قائدا فذا حكيما، وولدت لديه فكرة اتحاد الإمارات العربية المتحدة في دولة واحدة قصيرة العمر ولكنها سامقة المكانة ورفيعة الشأن بين سائر البلدان. وما إن تكونت الدولة واتحدت الإمارات حتى سار في طريق البناء والتعمير، متخذا من العلم سلاحا ومن التعليم نبراسا لأبناء وطنه، ومعتبرا أن نشر التعليم واجب قومي وشرعي، وأنه بوابة العبور للمستقبل الزاهر؛ فأنشأ المدارس والجامعات، ووفر لهما أكفأ المعلمين، ومن أقواله المأثورة ذلك: ” إن تعليم الناس وتثقيفهم في حد ذاته ثروة كبيرة نعتز بها؛ فالعلم ثروة، ونحن نبني المستقبل على أساس علمي”، وكان سموه رحمه الله- يقرن العلم بالأخلاق: فـ “بدون الأخلاق وبدون حسن السلوك وبدون العلم لا تستطيع الأمم أن تبني أجيالها والقيام بواجبها، وإنما حضارات الأمم بالعلم وحسن الخلق والشهامة ومعرفة الماضي والتطلع للحاضر والمستقبل. وللشيخ زايد رحمه الله- مواقف سياسية خالدة علي المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وكلها تصب في صالح نشر المحبة والتسامح والسلام، وتصب أيضا في دعم وطنه، ونصرة قضايا أمته العربية والإسلامية، ومن أقواله المأثورة في ذلك: “إننا نتطلع إلى غد مشرق؛ دعامته القوة، وسنده الحق، ومضمونه التكاتف والثأزر، وأساسه الأخوة والتضامن والعدل، وشعاره فعل الخير وتحقيق السلام.
وما أصدق قول الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ينعي رحيل الشيح زايد: لقد فقد العالم رجل سلام لم يكف يوما عن نشر التوافق والمنطق والحوار في منطقة مزقتها الأزمات والنزاعات، وسيبقى اسمه ملاذا لقضية السلام والتنمية في الشرق الأوسط التي كرس لها حياته”.
ولم ينس الشيخ زايد رحمه الله- أن يؤسس للقوة تحمي بلاده وهو يفكر في السلام ويناضل من أجل نشره في العالم، فراح يبني الجيش الوطني، ويؤسس القوات المسلحة بأحدث الأسلحة والعتاد لصيانة البلاد، وحماية مكتسبات الاتحاد، وتعزيز بنيانه ومقدساته، وابتعث عددا كبيرا من أبناء الدولة للدراسة في أكاديميات عالمية وجامعات عسكرية متميزة من دول عدة بأنحاء العالم. ومن أقواله المأثورة في ذلك: “إن الحق والقوة هما جثاحا طائر واحد، ظلا القوة وحدها يكتب لها الحياة، ولا الحق وحده دون القوة يكتب له البقاء، إننا دولة تسع إلى السلام، وتحترم حق الجوار، وترعى الصديق، دكن حاجتنا إلى الجيش القوي القادر الذي يحمي البلاد تبقى قائمة ومستقرة، ونحن نبني الجيش لا عن رغبة في غزو أو قتال دولة أخرى، وليس استعدادا للتحرك في الوقت المناسب بهدف التوسع، وإنما نهدف إلى الدفاع عن أنفسنا،فلم يكن العدوان يوما من طبيعة الإنسان على أرض الإمارات، خاصة وأننا محاطون بأشقاء تجري في عروقهم نفس الدماء، ويحملون نفس الآمال، ويواجهون نفس التحديات”.
وللزراعة وخضرة الأرض وجمال البيئة عشق مقيم في نفسه -يرحمه الله- وللنخلة والشجرة مكانة كبرى ، جعلته بجق- قاهر الصحراء، ومحولها الى جثة خضراء، وخير دليل على ذلك ما تراه عيوننا من خضرة وجمال في كل أنحاء أرض الإمارات، من المساحات الواسعة من الغابات والمزارع والحدائق وملايين الأشجار و النباتات من كل الأنواع، التي باتت تنتشر بصورة متزايدة ومستمرة وسط الأراضي الصراوية، قال -رحمه الله-: “لقد تمكنا من تحويل أرض هذا الوطن، التي قيل إنها لا تصلح للزراعة والتنمية، إلى مزارع تنتشر على مدى البصر، وإلى حدائق وغابات خضراء ومصانع إنتاجية”.
واهتم الشيخ زايد رحمه الله- بالصحة، والمرأة، والشباب والرياضة، والتراث، ونشر الخير والعدل والمساواة والتسامح والأمن والأمان، وبكل شيء بسهم في بناء الوطن والإنسان. ومن أقواله الخالدة: لا شك أن النجاح في، تأمين المناخ الصحي للمجتمع وحمايته من الأمراض هو ترجمة أمينة وواقعية للسياسة البناءة والتخطيط السليم واليقظة الدائمة؛ حتى يعيش أبناء وطننا أصحاء بدنيا ونفسيا واجتماعيا، ويتسنى لكل فرد الوصول إلى أفضل طاقاته الذاتية والمشاركة الفعالة في عملية التنمية الاقتصادية والا جتماعية”. وكان يشجع عمل المرأة في كل المواقع التي تتناسب مع طبيعتها، وربما يحفظ لها احترامها وكرامتها.