تختتم مجلة شؤون اجتماعية عامها الرابع والثلاثين بإصدار العدد / 136/ من المجلة معززة دورها ومكانتها بين المجلات العربية المحكمة ، حيث أعطت البحوث والدراسات مساحة أكبر لتلبي رغبة الباحثين العرب الذين وجدوا في المجلة المرجع العلمي الذي يطمئنون إليه، ويجدون فيه البحوث والدراسات المتنوعة التي تغطي جميع اختصاصات العلوم الإنسانية آخذة على عاتقها مسؤولية المشاركة في بناء النهضة العربية العلمية المعاصرة.
ويتضمن هذا العدد من المجلة دراسة ميدانية من السعودية للدكتورة “آمال محمد الهبدان”. بعنوان ” الذكاء العاطفي للاختصاصيين الاجتماعيين ومستوى الأداء المهني” وقد بينت الباحثة أن الذكاء العاطفي يعتبر أحد أنواع الذكاءات المتعددة الموجودة لدى الإنسان، ويرتبط بالارتياح والسعادة والإنتاجية والنمو المستمر للشخص على الصعيد الأسري والمهني والاجتماعي، ويحمل هذا الذكاء خاصية فريدة، حيث يمكن رفع مستواه لدى الفرد، مقارنة بالذكاء العقلي الذي يولد به الإنسان ولا يمكن تعديله.
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن هناك علاقة طردية بين الذكاء العاطفي للاختصاصية الاجتماعية والممارسة المهنية من قبلها، وقد أوصت الباحثة بخلق بيئة عمل جذابة ومحفزة من خلال الاستفادة من مهارات الذكاء العاطفي في التحسين والتطوير المستمر لبيئة العمل.
والدراسة الميدانية الثانية من اليمن للدكتور “حاتم علي حيدر الصالحي” بعنوان ” دور الفيس بوك في تدعيم الحوار بين المنظمة والجمهور” وقد أشار الباحث إلى أن العالم شهد في النصف الثاني من القرن العشرين تطوراً غير مسبوق في مجال تكنولوجيا الاتصال، أفرزت تكنولوجيا حديثة عالية الدقة قادرة على تخزين المعلومات واسترجاعها ونقلها وتبادلها بين الأفراد والمنظمات بسرعة عالية وكلفة زهيدة، وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على مؤشرات الاتصال الحواري في صفحات الفيس بوك الخاصة بالمنظمات العاملة في اليمن.
والدراسة الثالثة في العدد عن شبكات التواصل الاجتماعي بعنوان ” دور شبكات التواصل الاجتماعي في السلوك الاستهلاكي لدى الأسرة في مدينة الرياض للدكتورة ” موضى بنت شليويح العنزي”. وقد نوهت الباحثة بأنماط الاستهلاك في المجتمع السعودي الذي أخذ في بعض أشكاله صفة المظهرية التفاخرية والترف السيء، مما يدفعه إلى اقتناء الكماليات بشكل غير منتظم، وقد وفرت شبكات التواصل الاجتماعي مزايا كثيرة، لتطوير أساليبها التسويقية للوصول إلى المجتمع السعودي، وعرض المزيد من السلع التي حظيت باهتمام العملاء الحاليين أو المحتملين. وقد أشارت الدراسة إلى أن عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وصل إلى 18.3 مليون مستخدم، وتهدف الدراسة إلى التعرف على الآثار الإيجابية والسلبية لدور وسائل التواصل الاجتماعي في السلوك الاستهلاكي من وجهة نظر الأسرة السعودية في مدينة الرياض. وقد أوصت الدراسة بأن تتبنى المملكة العربية السعودية استراتيجيات الحماية الوقائية للشراء عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتوفير قدر مناسب من الحماية للأسر السعودية في حالات الغش التجاري.
والدراسة الرابعة في العدد من الجزائر تتناول موضوعاً حديث عهد في مجتمعاتنا العربية عن “الأمهات العازبات ولاية ورقلة بالجزائر” للأستاذ الدكتور “رشود محمد الخريف” . والأستاذة “لبنى بريق”، وقد أشار الباحثان إلى أن الولادات غير الشرعية آخذة في التزايد خلال السنوات الأخيرة، ونتجت عنها آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية على الأمهات والأطفال والأسرة، وانعكست نتائجها على صحة الأم والطفل. وقد تضمنت الدراسة بعض التوصيات لمواجهة هذه الظاهرة.
تتضمن تشجيع الشباب على الزواج من خلال خفض المهور، وتعزيز الثقافة الجنسية والصحة الإنجابية لدى الشباب.
والدراسة الخامسة في العدد للدكتورة “مها عزت محمد أبو رية” من جامعة عجمان بعنوان دور المجتمع المدني في التمكين السياسي للمرأة السعودية: انتخابات 2015 أنموذجاً وقد نوهت الباحثة بأهمية المجتمع المدني في تحقيق التمكين السياسي للمرأة، لإنهاء التمييز بين الجنسين وانتهاكات الحقوق بسبب الجنس. وأشادت الباحثة بالجهود المبذولة في المملكة العربية السعودية للنهوض بالمرأة والسماح لها بالمشاركة السياسية مخترقة بذلك موروثات اجتماعية وثقافية راسخة. ولعل أبرز الجهود كان تعيين /30/ امرأة في مجلس الشورى عام 2013، والسماح للمرأة السعودية ، ولأول مرة في تاريخها، بالمشاركة في انتخابات البلدية /2015/. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن دور المجتمع المدني مازال محدوداً في التمكين السياسي للمرأة.
والدراسة السادسة في العدد عن المجتمع السعودي أيضا بعنوان مؤشرات تخطيطية لتحسين سياسات الرعاية الاجتماعية للمرأة السعودية في مجال القضاء” ،للدكتورة “هند فايع الشهراني” . وقد تناولت الدراسة النظم المتعلقة بالمرأة السعودية في مجال القضاء، ومنها حق المرأة في المحاكم وعند الترافع، وحقها في الميراث والتركات وخصوصاً العقارات، وحقوقها المتعلقة بعقد النكاح والذي يقضي بوجوب أخذ موافقة المرأة ورضاها عقد النكاح سواء كانت ثيباً أم بكراً، ولو كان الوكيل هو الأب، وذلك لمنع تزويج المرأة بغير رضاها، وحقوق المرأة عند انتهاء عقد الزوجية. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن هناك قصوراً في مجال القضاء بعض الجوانب مثل: نقص الثقافة الحقوقية لدى المرأة، ووجود نقص في قوانين الأحوال الشخصية، ومحدودية الفرص المتاحة للمرأة للعمل في المحاكم الشرعية، ومقاومة العادات والتقاليد لعمل المرأة في بعض المجالات، وعدم السماح للمرأة للحضور للمحكمة بدون محرم.
والدراسة السابعة والأخيرة ففي العدد بعنوان “الواقع الاجتماعي لزوجة الأب في المجتمع السعودي”
للدكتورة “هيا صالح سعود الحربي” وقد تناولت الدراسة الأسباب الدافعة للزواج من رجل متزوج من وجهة نظر زوجة الأب نفسها، وجاء في مقدمتها: رغبتها في الإنجاب، وتقدمها في العمر، والتخلص من النظرة الدونية للعانس، ومن القيود التي تفرضها الأسرة على العانس: وعدم وجود معيل، ورغبتها في وضع اقتصادي أفضل. كما تناولت الدراسة نظرة المجتمع لزوجة الأب حيث يركز أفراد المجتمع على مساوي، زوجة الأب، واتهامها بالتقصير، وبتجاهل أفراد المجتمع للإيجابيات التي تقوم بها، ورفض المجتمع لتدخلها في خصوصيات الأبناء. وقد أظهرت الدراسة أن زوجات الأب راضيات عن حياتهن الزوجية وأوضاعهن الاجتماعية. لأن الزواج حقق لهن الأمن الاجتماعي. ولأنهن يحظين بتقدير أزواجهن لهن.
وتجدر الملاحظة إلى أن خمس دراسات من الدراسات المنشورة في هذا العدد تتعلق بالمرأة، مما يشير إلى الأهمية التي تحظى بها المرأة في مجتمعاتنا المعاصرة، وإلى الدور المؤمل أن تؤديه في
مستقبل أمتنا العربية؛ إذا ما تم تمكينها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.
وفي باب آراء وأفكار يتضمن العدد مقالتين الأولى بعنوان “الحياة الدبلوماسية الدائمة وانعكاساتها في الدولة المعتمد لديها” للأستاذة “بسمة خليل توم ” من المملكة الأردنية الهاشمية. وقد تناولت المقالة الحياة الدبلوماسية لرئيس البعثة الدبلوماسية، وأبعاد الحياة الدبلوماسية لأعضاء البعثة من دبلوماسيين وغير دبلوماسيين.
والمقالة الثانية العدد بعنوان “نقد لمفهوم الفاعلية من خلال المراحل التنظيمية للمؤسسة الجزائرية” للدكتور “حميدان صبريئة” من الجزائر، وقد بين الباحث السمات والخصائص التي تؤشر لوجود الفاعلية في أداء المؤسسة وفي مقدمتها توفر التكنولوجيا المتطورة وجودة التصاميم , والموارد البشرية الكفؤة, والموارد المادية الجيدة.
شؤون اجتماعية