شهد عالمنا المعاصر أنفتاحا كبيرا على ثقافات العالم من خلال وسائل نقل المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات مما ينبئ عن تحديات كبيرة سوف تواجه مجتمعات العالم الثالث لا سيما الشباب منهم وحول هذا الموضوع يتضمن العدد /134/ من المجلة بحثا للدكتورة “الجوهرة محمد إدريس” والدكتور “مزاد عبد الرحمن المرشد” من السعودية بعنوان “المتغيرات الثقافية المرتبطة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لدى طالبات جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ودور الخدمة الاجتماعية في التعامل معها”، وقد أظهرت الدراسة أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت وبشكل كبير في الانفتاح على الثقافات الأخرى، وفي تقليد الشباب للغرب، وقد كان للاختصاصية الاجتماعية دور في مواجهة تلك المتغيرات بتنمية قدرات الطالبات على كيفية الاستخدام الفعال لتلك الشبكات، ومساعدة الطالبات على إدراك طبيعة الثقافات المادية، وتوضيح عواقب الإفراط في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وقد أوصت الدراسة بنشر الوعي حول المخاطر المرتبطة بالاستخدام السيء لشبكات التواصل الغربية، ونشر المعلومات عن مواقع التواصل الاجتماعي الإيجابية في أماكن تجمع الطالبات في الجامعة.
وفي العدد أيضا بحث للدكتورة ” زوبيدة بن عويشة” من الجزائر، بعنوان العقاب البدني في تنشئة الأبناء بين الشرعية الثقافية والعنف: دراسة سوسيولوجية على عينة من الأباء والأمهات بالجزائر العاصمة “، وقد أشارت الباحثة إلى جانب مهم وخطير في التنشئة الاجتماعية تتمثل أن الكثيرين من أفراد المجتمع مازالوا يعتبرون بأن العقاب البدني من الأساليب الفعالة في عملية التنشئة يمكن اللجوء إليه كوسيلة ردعية لضبط سلوك الأبيناء دون أن يدركوا أن هذا السلوك العقابي يمس الصحة العامة ويخلق أضرارا: مرئية، وكامنة، ومستقبلية علي الطفل.
ونبهت الباحثةإلى أن الأطفال الذين عنفوا جسديا يصبحون غير اجتماعيين على المدى البعيد، وتكون لديهم قابلية أكثر للعدوانية أو يصبحون عنيفين، وأن هذا العنف المستخدم ضد الطفل قد يزيد من احتمال تولد الشخصية العدائية للمجتمع، وإلى الجنوح والإجرام، وقد أظهرت الدراسة أن أغلبية أفراد عينة البحث يستخدمون العقاب البدني في تنشئة ابنائهم حيث تبلغ النسبة 65%•
والبحث الثالث في العدد من الأردن للدكتور “عدنان الطوباسي، والدكتورة “سناء الخوالدة”. بعنوان أثر صراع الأدوار في التوافق الزواجي والرضا المهني والضغوط النفسية لدى الممرضات المتزوجات”، وقد أشار الباحثان إلى أن اختلاف الأدوار التي تمارسها المرأة العاملة وما يفرض عليها من مهام أسرية ومهنية يخلق تناقضات عديدة، ويؤدي إلى صراع نفسي عند المرأة التي لا تستطيع أن توازن ما بين متطلبات العمل، والتزاماتها الأسرية ، وواجباتها الاجتماعية، وقد أظهرت الدراسة الميدانية أنه كلما زاد صراع الأدوار انخفض مستوى التوافق الزواجي، كما أنه كلما ارتقع مستوى صراع الأدوار أدى ذلك إلى انخفاض مستوى الرضا الوظيفي. وإلى زيادة مستوى الضغوط النفسية على المرأة . وقد اقترحت الدراسة: تقديم برامج إرشادية للمرضات المتزوجات لتخفيف الضغوط النفسية المترتبة على العمل وتخفيف أعبائه، كما اقترحت توفير حضانات لرعاية أبناء الممرضات في مكان قريب وتابع للمستشفى.
والبحث الرابع في العدد من الأردن للدكتور مدثر جميل أبو كركي والدكتور سلطان ناصر القرعان ، والدكتور “هاشم الطويل “، بعنوان اتجاهات أعضاء النقابات المهنية نحو الحراك السياسي الأردني إبان الربيع العربي”، وقد نوهت الدارسة بأهمية دور النقابات المهنيه: ( نقابة الأطباء، نقابة المهندسين، نقابة المهندسين الزراعيين، نقاية الصيادلة ، وسواها) في مناحي الحياة كافة في الأردن ، كونها تضم شرائح مثقفة وممثلة لجميع فئات المجتع ، وقد أظهرت الدراسة الميدانية أن موقف أعضاء النقابات المهنية من الحراك السياسي والمشاركة فيه مستقبلا كان يميل إلى السلبية، وقد أوصي الباحثون بالعمل على التنسيق بين النقابات ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في العمل السياسي ، وتقديم برامج وحلول وبدائل علمية ومدروسة لعملية الإصلاح بدلا من عملية الانتقاد ورفع الشعارات البرافة فقط.
والبحث الخامس في العدد للدكتورة ” هيا بنت سعيد الشبيب ” من السعودية، بعنوان” اتجاه الشباب السعودي للبرامج التأهلية للزواج: دراسة وصفية على عينة من طلبة جامعة الملك سعود بالرياض” ، وقد أشارت الباحثة إلى ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع السعودي بشكل كبير، حيث أرتفع عدد حالات الطلاق إلى / 341490/ حالة طلاق في سنة / 1433/ ه، مما دعا المسؤولين إلى البحث عن برامج واقتراحات تسهم في الحد من تفشي هذه الظاهرة وأنتشارها، وكان تنظيم الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج من أهم الاقتراحات المطروحة بعد أن أثبتت تلك الدورات نجاعتها في بعض الدول، ومن التجارب الناجحة في هذا المجال تجربة ماليزيا التي ارتفعت فيها نسبة الطلاق إلى % 32 في سنة 1992 مما أثر سلبا على النمو الاقتصادي، وأدى إلى ظهور العديد من المشكلات الاجتماعية، وقد واجهت ماليزيا هذه الظاهرة بانشاء مراكز لتأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج وإعدادهم، وقد نجحت هذه المراكز في خفض نسب الطلاق حتى وصلت خلال عشر سنوات إلى 6% ، كما نوهت الباحثة بنجاح تجرية صندوق الزواج في دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال. وقد اقترحت الدراسة التنسيق مع ذوي الاختصاص لإقامة دورات تأهلية لما قبل الزواج في مواقع يسهل الوصول إليها من قبل الشباب، مثل: المدارس، والجامعات والمعاهد ومدارس الأحياء، وأن يكون الانتساب لتلك الدورات مجانيا.
وعن المسرح في دول الخليج العربي تضمن العدد بحثا بعنوان” – توظيف الأغنية الشعبية النص المسرحي الخليجي “، للدكتور “نضال محمود نصيرات” والدكتور يحيى سليم عيسي وهو بحث غني وثري بدلالاته، لأنه يضع بين يدي القارى تراثا غنيا ومليئا بالإبداع والخصوصيه التي تعبر أفضل تعبير عن مجتمع الخليج الغني بتراثة الأدبي المتميز وبألحانة الفريدة، وقد أظهرت الدراسة أن النص المسرحي الخليجي حفل بتوظيف الفلكلور، والتراث الشعبي. واستلهم الحكايات والأمثال والشخصيات والأغاني الشعبية، مما فتح الباب علي مصراعيه لتدخل فيه كل التقنيات المعاصرة وأساليب القول وتلاوين الحكي، ومهد الطريق لقيام مسرح شعبي برؤيا حديثة، وضعت المسرح الخليجي في موقع مميز في الثراث المسرحي العربي.
كما يتضمن العدد بحثا باللغة الإنجليزية بعنوان: “كفاءة بورصة عمان قبل الأزمة الماليةالعالمية 2008 وبعدها”للدكتور” أسعد حميد علي العلي” والدكتور “اسماعيل أ. البستنجي”.
وفي باب اراء وأفكار تضمن العدد مقالا بعنوان “السياسات الاجتماعية وفق قيم المواطنة في دولة الإمارات العربية المتحدة” للأستاذ “عبد السلام بني حماد تناول فيها السياسات الاجتماعية في الإمارات التي عنت بتوفير احتياجات المواطنين ورفاههم .