المجلة الاجتماعية العدد 132

1c4d022b3-92ce-47c3-bff6-f641e654fde4-image(510x640-crop) (1)

تحميل الملف الكامل هنا

1200px-PDF_file_icon.svg

بصدور العدد 132 من مجلة شؤون اجتماعية تستكمل المجلة عامها الثالث والثلاثين من الصدور، عززت خلالها مكانتها بين كبريات المجلات العلمية المحكمة في الوطن العربي، أسهمت خلالها بنشر مئات البحوث العلمية التي تعاني المكتبة العربية من نقص عام بالاهتمام بها والإنفاق عليها في الوطن العربي.
إذ إن الانفاق على البحث العلمي لا يتجاوز 0.2% في الدول العربية، في حين يبلغ 5%” في إسرائيل،و 4% في معظم دول العالم المتقدمة. بحسب ما أشار اليه الدكتور “علي وطفة “في بحثه “الدور التنموي للتربية في دول الخليج العربي مقاربات نقدية في العلاقة بين التربية والتنمية “، الذي يتضمنه هذا العدد من المجلة، وقد طرح الباحث سؤالا في بحثه، عما إذا كان التعليم في دول الخليج العربي يمارس دوره التنموي المطلوب منه ؟ أم أنه على خلاف ذلك يمارس دورا سلبيا في العملية التنموية؟، وفي الإجابة على هذا السؤال بين الباحث أن التعليم في الوطن العربي لم يستطع أن يندمج في العملية التنموية بشكل نشط وفاعل.
وأن خطط التنمية لاتأخذ بأهمية التعليم في العملية التنموية، و أن هناك عوامل متعددة تحول دون ذلك تأتي في مقدمتها منظومة القيم الثقافية التقليدية التي تتعارض كليا مع الفعالية التربوية للتنمية.
كما بين الباحث أن اسباب الانتكاسات الاجتماعية تعود إلى وهن في بنية الأنظمة التربوية، وإلى ضعف في إمكاناتها الثقافية، ونوه الباحث بالدروس الثمينة المستقاة من التجربة الأمريكية التي كانت تعود إلى البحث عن مواطن الضعف والقصور في نظامها التربوي كما استشعرت خطرا أو ضعفا في مجال من مجالات الحياة، فتعمل على إصلاحه وتحفيزه من جديد ليكون قادرا على أداء مهامه النهضوية في المجتمع.
في مقابل ذلك نجد أن الدول العربية لم تلق بالاً إلى أهمية انظمتها التربوية، ولا استنفرتها قط في معركتها الحضارية والتنموية ، وقد دعا الباحث إلى أن نغادر خطاب المدح والتمجيد السائد بين باحثينا إلى الخطاب النقدي الذي يكشف الجوانب السلبية التي تمنع الأنظمة التربوية من أداء دورها الحضاري، و أن نضع تصورات فلسفية عميقة من أجل تطوير أنظمتنا التربوية، والانطلاق بها إلى الغايات العليا للتنمية والتحديث والتطوير.
كما يتضمن العدد بحثا للدكتورة “حصة سعيد الشعيبي من السعودية، بعنوان الاحتياجات المعرفية للاختصاصيات الاجتماعيات لممارسة العمل مع الأفراد في المجال المدرسي”، ومع أن البحوث والدراسات التي تناولت مهنة الاختصاصي الاجتماعي كثيرة كما يظهر من كشف الدراسات السابقة التي تضمنها البحث، فإن هذه المهنة ما زالت قاصرة عن القيام بالدور المطلوب منها، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن أهم المعوقات التي تواجه الاختصاصية الاجتماعية من وجهة نظر الاختصاصيات الاجتماعيات: أن العمل الإداري يطغى على العمل المهني غالبا. وعدم وجود قنوات اتصال بين الاختصاصيات الاجتماعيات وبين الأكاديميين المتخصصين في الجامعات، وعدم اهتمام الاختصاصيات الاجتماعيات ببرامج التدريب في مجال عملهن. والقصور في الإعداد المهني للاختصاصيات الاجتماعيات، وعدم توفر فرص التدريب لهن لتدعيم مهنة الخدمة الاجتماعية، وسواها من العوامل. وبينت نتائج الدراسة الاحتياجات المعرفية التي تحتاجها الاختصاصية الاجتماعية للنهوض بدورها والتي تتمثل في المعرفة بأساليب التعامل مع المواقف التي تواجهها الطالبة في المدرسة، وكيفية إعداد التقارير على مستوى العمل، والحصول على المعارف المتصلة بكيفية تطبيق النظريات والمداخل العلمية، والمعارف الخاصة بأساليب تعديل الاتجاهات السلبية لأسر الطالبات، وسواها من المعارف وقد اقترحت الباحثة إعداد معايير مهنية محددة للاحتياجات المعرفية في ممارسة العمل مع الأفراد لرفع مستوى الأداء المهني للاختصاصية الاجتماعية.
والبحث الثالث في العدد من اليمن للدكتور “عبد الرحمن عبد الوهاب علي” بعنوان المشكلات النفسية لدى الشباب الجامعي في جامعة عدن، وقد أشار الباحث إلى أن الشباب في جامعة عدن شأنهم في ذلك شأن الشباب في الجامعات الأخرى يعانون من مشكلات نفسية.
قد تتفق أو تختلف في طبيعتها ودرجة حدتها وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الخوف من المستقبل يأتي في مقدمة المشكلات النفسية التي يعاني منها طلاب كلية الآداب في جامعة عدن ، يليها الشعور بالقلق من الاختبارات والامتحانات، والشعور بالخجل، وعدم الثقة بالنفس.
ويعزو الباحث هذه النتائج إلى البيئة الجامعية وارتباطها الوثيق بالبيئة الاجتماعية اليمنية التي تعاني من اضطرابات اجتماعية وسياسية وحروب، إلى جانب المشاكل الاقتصادية والخدماتية، وضعف البنية التحتية، وسواها من العوامل السائدة في اليمن، والتي تجعلهم ينظرون بخوف وقلق من مستقبلهم يشكل أكبر من السابق، خاصة مع عدم توفر فرص عمل لهم وارتفاع نسبة البطالة في أوساطهم.
والبحث الرابع والأخير في العدد من الأردن للدكتور”يزن عبد الحافظ” والدكتور “أحمد محمد الشياب” بعنوان “مستوى استخدام تكنولوجيا المعلومات وأثره على أداء العاملين في الدوائر الحكومية الأردنية بمحافظة إربد من وجهة نظر العاملين”، وقد أشار الباحثان إلى أن تكنولوجيا المعلومات تعد أحد أهم العوامل المؤثرة في تطور مستوى المجتمعات وتقدمها ولقد أدى التطور الكبير التي شهدته تلك التكنوجيا خلال العقدين الماضيين إلى تغير جوهري في أنماط حياة الشعوب.
وقد تناولت الدراسة جوانب استخدام تكنولوجيا المعلومات في الأردن والمستوى الذي وصلت إليه، واقترحت تعزيز استخدامها والاستمرار في رفع كفاءة أداء العاملين وقدراتهم التكنولوجية والفنية والإدارية، وتحفيز العاملين فيها للارتقاء بمستوى أدائهم الوظيفي، للوصول إلى استخدام أمثل لتكنولوجيا المعلومات يسهم في تحقيق أهدافها في خدمة المجتمع ،
وفي باب أراء وأفكار، يتضمن العدد مقالة للدكتور “أنور مقراني من الجزائر بعنوان “ضوابط التأويل في البحث الاجتماعي “. ومقال للدكتورة “فايزة يخلف” من الجزائر أيضا بعنوان الطفل والإنترنت التضايف بين حدود التنشئة واشكالات الإدمان ،
والمقال الثالث في العدد من العراق للدكتور “فراس عباس فاضل البياتي والدكتور” رؤوف محمد أمين ” بعنوان المشكلات التربوية لطلبة المرحلة الإعدادية في إقليم كوردستان العراق .
والمقال الرابع والأخير العدد من جمهورية مصر العربية للدكتور “علي عفيفي علي غازي” بعنوان “الخط العربي في كتابات الرحالة يوليوس أويتنج .
إن تعدد موضوعات العدد واختلافها، وتعدد الدول التي ينتمي إليها الباحثون من؛ (السعودية، والجزائر، والكويت، والعراق، ومصر، واليمن، والأردن ). تكسب العدد غنى معرفيا وعلميا، ويستحق القراءة والمتابعة.

شؤون اجتماعية