مشكلة التقاعد ليست مسألة فردية تخص المتقاعد نفسه، إنما هي مشكلة اجتماعية إنسانية تخص المجتمع بأكمله، والمتقاعد غالبا ليس هو ذلك الكبير في السن الذي فقد القدرة على العمل والإنتاج، ولم يعد له من دور يؤدية أكثر من أن يجلس في بيته يسترجع ذكرياته في العمل وإنجازاته فيه وإهمال المجتمع له بعدالتقاعد، وإنما قد يكون مازال في الخمسين من العمر وقادرا على العطاء، ذلك ما تظهره دراسة الدكتور “أحمد عيسى خطاب، والدكتورة “نورة سالم الحربي “عن احتياجات المتقاعدين ومشكلاتهم في مجتمع الإمارات التى يتم نشرها في هذا العدد 127من مجلة شؤون اجتماعية، وتشير الدراسة إلى أن الدولة تنبهت إلى ضرورة الاهتمام بالمسنين لإعانتهم والتخفيف معاشيا وصحيا واجتماعيا ومهنيا للوصول إلى الحياة الكريمة، ولكن مع كل تلك الجهود فإن المسن مازال يعاني من بعض المشكلات الصحية النفسية والاقتصادية، حيث إن دخله لا يكفي لتغطية احتياجاته، كما يعاني من ارتفاع الأسعار مما اضطر بعضهم لبيع بعض ممتلكاته لتغطية نفقاته، كما يعاني المسن من بعض المشكلات الاجتماعية وفي مقدمتها تقلص علاقاته الاجتماعية بعد التقاعد، وانخفاض مكانته في المجتمع،وأزدياد وقت فراغه الذي لا يعرف سبيلا لقضائه، ويعاني المسنون في بعض الأحيان من خلافاتهم مع الأسرة، أو أن الاسرة لا تهتم بهم بدرجة كافية، وقد أظهرت الدراسة أن المتقاعد بحاجة إلى مزيد من الرعاية والاهتمام من حيث زيادة الرواتب التقاعدية، وشموله بالتامين الصحي، وتوفير فرص عمل- ولو جزئية- للمتقاعدين الراغبين في العمل.
والبحت الثاني في المجلة للدكتور إبراهيم الكعبي” من قطر عن “المتطلبات المهنية للاختصاصي الاجتماعي الأسري في المجتمع القطري يتناول فيه الدور المهم الذي يضطلع به الاختصاصي الأسري في التخفيف من المشكلات الاجتماعية الأسرية لبناء أسرة مستقرة لأن استقرار المجتمع مرهون باستقرارها، ويشير الباحث إلى الجهود التي تبذلها قطر لبناء الأسرة على أسس يسودها الوئام والمحبة والتعاطف من خلال المجلس الأعلى للأسرة، وتبحث الدراسة أيضا في المتطلبات الشخصية التي يجب أن يتحلي بها الاختصاصي الاجتماعي في المجالات؛ الشخصية، والمهارية، والمعرفية، والأخلاقية، لتمكينه من القيام بدوره المهني مع الأسر في سياق التنوع الثقافي في المجتمع القطري.
والبحت الثالث في المجلة من الجزائر للدكتورة “حليمة بن حميدة بعنوان واقع التنمية الصحية في الجزائر”، تتناول فيه تطور الخدمات الصحية في الجزائر من حيث الإمكانات المتوفرة والنتائج المحققة والدور الذي بدأ يضطلع به القطاع الخاص في المجال الصحي بعد أن كان هذا القطاع حكرا على الدولة في ظل التوجه الاشتراكي للحكومة، وترى الباحثة أن النهوض بالتنمية الصحية يتطلب إدخال تحسينات ضرورية وملحة على العلاقات داخل المؤسسة الاستشفائية من جهة ، وعلاقتها بالفرد من جهة أخرى، والتركيز على العنصر البشري لأنه بالفرد يمكن البناء، ومن خلاله فقط يمكن الاستثمار.
والدراسة الرابعة في المجلة من المملكة العربية السعودية للدكتور “عبد الرحمن بن نامي المطيري”بعنوان “النشر الصحفي لإدارات العلاقات العامة في شركات الاتصالات السعودية”. ويشير الباحث في مقدمة الدراسة إلى أن النشر الصحفي أهم أداة للعلاقات العامة يؤدي إلى المساعدة في دعم جهودها مع جمهورها و تقديم معلومات وأخبار عن المنظمة وأنشطتها ومنتجاتها إلى المستهلكين، وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على حجم النشر الصحفي في شركات الاتصالات في الصحف السعودية والأشكال التحريرية المستخدمة، وعناصر الإبراز، واللغة المستخدمة في النشر الصحفي، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن النشر الصحفي لتلك الشركات ركز على النطاق المحلي ، وأن العلاقات العامة للشركات تعتبر المصدر الرئيسي للنشرالصحفي، وأن المصادر الذاتية للصحف بدت منخفضة وهي لا تتجاوز 14.5% ،وهذا يشير إلى أن الشركات هي التي تتحكم فيما يصل من أخبارها إلى الجمهور.
وفي البحث الخامس يتناول الاستاذ الدكتور “يحيى سليم عيسي” والدكتور “عمر محمد نقرش من الأردن توظيف أسطورة شمشوم في النص المسرحي العربي؛ أسطورة شمسون الجبار، وأسطورة شمشون ودليلة أنموذجا. ويقدمان عرضا مفصلا عن الأسطورة وتوظيفها في المسرح العربي بدءا بعزيز أباظة، وعلي أحمد باكثير، وتوفيق الحكيم، وعلي سالم. وصولا إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور “سلطان بن محمد القاسمي” عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بمسرحية “شمشون الجبار، ومعين بسيسو في مسرحية “شمشون ودليلة وهما المسرحيتان اللتان يدور حولهما البحث، ويستحضر الباحتان الأسطورة الإسرائيلية التي وردت في كتاب “العهد القديم” وبوظفائها سياسيا واجتماعيا لمناقشة قضية معاصرة ترتبط باحتلال الكيان الصهيوني لفلسطين والأراضي العربية الأخرى، وقد جاء توظيف مسرحية شمشون في هذين النصين انطلاقا من ثنائية الأصالة والمعاصرة التي فرضت عليهما التعامل مع الأسطورة كمواقف وحركة مستمرة من شأنها أن ترسخ القيم الإنسانية المثلى. وبطريقة إيحائية ورمزية هدفها خدمة الحاضر والمستقبل بعيدا عن السطحية والابتذال.
و يضم العدد 127 من المجلة بحثا باللغة الإنجليزية بعنوان دور الأقليات العرقية في ظهور جمهورية جنوب السودان للأستاذ الدكتور “عيسى موسى الشاعر “يتناول فيه استخدام الأقليات العرقية بصفتها أساسا لتقسيم السودان.
وفي باب أراء وأحكام يطالع القارىء مقالة بالغة الأهمية حول “واقع الموهبة في ظل التقويم المدرسي بين العقل والقتل” للدكتور “منصور رحماني ويشير الباحث إلى الإحباطات المتتالية التي تحيق بالجزائر في تعاملها مع الموهوبين ويحصر الباحث أهم العوامل القائلة للموهبة في؛ البرامج المدرسية، والمشاكل اللغوية، والكثافة، والإدارة المدرسية، ومشاكل التوجيه ، والمشاكل المتعلقة بالتأطير، والمعلمون. والمقالةالثانية في باب أراء وأفكار للدكتور علي عفيفي علي غازي” بعنوان “الشارقة بين التراث والحداثة” التي تأتي ضمن التعريف بإمارة الشارقة وتوجهها الحضاري المعاصر.
شؤون اجتماعية