المجلة الاجتماعية العدد 124

124

تحميل الملف الكامل هنا

1200px-PDF_file_icon.svg
أظهر الشباب حيوية فائقة في السنوات الأخيرة حيث كان لهم دور بارز في الحركات التى اجتاحت بعض الأقطار العربية، والتي كان الشباب الطليعة المحركة لها، فالشباب الذين اكتسبوا المعارف العصرية من المواقع الإلكترونيه واطلعوا على ما يتمتع به الشباب من مكانة في مجتمعاتهم وأتاحت لهم وسائل التواصل الاجتماعي الإلتقاء والمحادثه مهما بعدت المسافات وجدوا فرصتهم في التعبير عن أرائهم وتطلعاتهم بشتى الوسائل، ويتضمن هذا العدد من مجلة شؤون اجتماعيه بحثا عن الشباب الماضي والحاضر قراءة تحليلة وتفسيرية في التراث السوسيولوجي، ويقارن الباحث بين صورتين لثقافة الشباب صورة الشباب في الماضي التى تشكلت في القرن العشرين وهي ثقافة اولا وراكبى الدراجات وحليقي الرؤوس، والوجوديين، واليساريين الجدد والهيبز؛ وصورة ثقافة شباب الحاضر لما يعرف بجيل الألفيه الذين يتميزون بعدد من الصفات من أهمها: إدمان التكنولوجيا، ومعدلات مرتفعة من الأناث والنرجسية، والهوس بالشهرة، والثقة بالنفس.
ويتميز هذا الجيل أيضا بحسب الباحث بأنه أكثر جيل متحمس للثورة الاجتماعية، حيث زادت ثورة المعلومات من قدراتهم المهارية، وهم لا يحترمون السلطة ولكنهم في الوقت نفسه لا يكرهونها، وبأن عالمهم مسطح لدرجة أن ليس لديهم قادة، ويسأل الباحث إلى أين ستتجه ثقافة الشباب في القرن الواحد والعشرين في ظل التطور الهائل للتقنيات الرقمية ووسائل الاتصال الحديثه، وقوة وسرعة التغير الثقافي الذي يشهده العالم بأسره؟.
والبحث الثاني في العدد عن الشباب أيضا في مجتمع الإمارات للدكتورة مريم سلطان لوتاه وعنوانه “العلاقة بين ثقافة التطوع وتعزيز قيم المشاركة لدى الشباب في دولة الامارات العربية المتحدة” وقد طبقت الدراسة على (312) طالبا وطالبة من جامعة الإمارات وقد أظهرت الدراسة أن نسبة كبيرة من أفراد العينة يؤيدون العمل التطوعى وبنسبة 79%، فيما يؤيدها إلى حد ما 19%، ومن لا يؤيدونها نسبة ضئيلة لا تتجاوز 2 %»، إلا أن نسبة مشاركة أحد أفراد أسرة العينة في العمل التطوعي تبلغ 30 %»” فقط، ويعزو أفراد أسباب عزوف أفراد العينة عن العمل التطوعى إلى كثرة انشغال الفرد بعمله، وضعف قيم التطوع في الثقافة العربية مقارنة بالثقافة الغربية، ولأن الدولة توفر معظم الخدمات للمواطن مما يقلل حاجته للعمل التطوعي وخلصت الباحثة الى حاجة مجتمع الإمارات إلى تعزيز قيم التطوع والمشاركة المجتمعية لدى النشء خاصة في مجتمع قليل السكان وحديث العهد ببناء المؤسسات.
والبحث الثالث في العدد وعنوانه “نحو خريطة طريق للتعايش في الدول العربية مجتمعاتها” للدكتور جمال الشلبي، والدكتور عبدالعزيز الجبوري، والدكتور عبد الباسط الزيود، ويرى الباحثون أن أحد أسباب حركات الاحتجاج العربي التى أطلق عليها “الربيع العربي” ترجع إلى أزمة التعايش الاجتماعي والسياسي بين شرائح المجتمعات العربية وأقلياته المختلفة، ويشير الباحثون إلى أن مشكلة الحركات الاجتماعيه في ظل الحركات العربية الحالية بأنهاسمحت للإسلام السياسي بالضهور على الساحة، وأن يركب “موجة لسخط ضد الأنظمة  دون أن يكون له دور حقيقي، ويرى الباحثون بأنه بدون تعليم الشعب على الديمقراطيه، ودون إشرابه مثلها لا يمكننا الحديث عن تعايش داخلى وسلام دولي، وهذا يعني أنه لبدء نظام حكم ديمقراطي لا بد من إعادة بناء العنصر المتعلق بالتربية المدنية أو الثقافة المدنية.
والبحث الرابع في العدد وعنوانه “جدل الحرية والمسؤولية عند المعتزلة”، للدكتور أحمد بن أحمد بن سالم، ويتناول البحث واحدة من أهم المشكلات التى واجهت الفكر العربي الإسلامي، في العصر الوسيط وهي الحرية والمسؤولية كونها قضية تتصل اتصالا مباشرا بحياة الإنسان كفرد والمجتمع ككل بمختلف مجالاته: السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية، وقد ركز البحث على مسألة إثبات الحرية للإنسان ومسؤوليته عن أفعاله وكل ما يصدر عنه، بما فيها الأفعال المتولدة عن أفكاره، ويؤكد المعتزلة بحسب الباحث الأسس التى بمقتضاها رفضوا الحتمية الجبرية الصارمة لأنهم اعتبروا القول بها يجعل أشكال اللوم، والمدح، والنصح، والتربية والتشريعات، والتروي الإنسائي، بل التكليف ذاته، أشياء عبثية لا طائل منها، وكل هذا يعطي مبررا قويا للمستبدين والقتلة والنهابين ليتنصلوا من المسؤولية والعقاب.
والبحث الخامس والأخير في العدد بعنوان “العلاقة بين استخدام المدخل السلوكى في خدمة الجماعة وتعديل السلوك العدواني لمريضات شلل الأطفال” للدكتورة / نورية محمد سعيد المعيلي، والدكتورة عواطف يحيى القحطاني، وقد أظهرت الدراسة فاعلية المداخل العلاجية في خدمة الجماعة في احداث التغيير والتي منها تعديل السلوك العدواني للجماعة، مما يؤكد على ضرورة تفعيل المداخل العلاجية في الخدمة الاجتماعية بشكل عام للإسهام في حل المشكلات التى تواجه الممارسين في مختلف المجالات.
 كما يضم العدد بحثا باللغة الإنجليزيه بعنوان التضاد في اللغة الإنجليزية مع الإشارة الى اللغة العربية” للدكتور عبدالحق النعيمي ويتضمن العدد مقالة للدكتورة فايزة يخلف وعنوانه “الإعلام الجديد وسوسيولوجيا التغيير في العالم العربي” بالإضافة إلى مقالة للدكتور علي عفيفي علي غازي بعنوان “حداثة الشارقة بين التراث والمعاصرة” وذلك مشاركة من المجلة في الاحتفال بالشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014