تفتتح مجلة شؤون اجتماعية عامها الواحد والثلاثين بإصدار العدد 121 الذي يتضمن بحوثا متنوعة تتناول قضايا معاصرة بالغة الأهمية فمن الجزائر يكتب الدكتور “تريكي حسان “عن “ملامح التحول القيمي في المجتمع الجزائري: دراسة سوسيولوجية”. حيث يشير إلى أن المجتمع الجزائري شهد بعد الاستقلال تحولات عميقة على الصعيد الاجتماعى والاقتصادي، والسياسي، تركزت على القيم الأسرية، وقيم العمل، والقيم المتعلقة بالتعليم، حيث تحولت الأسرة من اسرة ممتدة إلى أسرة نووية، وتأخر سن الزواج من 23.8 سنة في عام 1966 إلى 33.5 سنة في سنة 2006، كما انخفض معدل الخصوبة من 7.4 في سنة 1966 إلى 2.27 في سنة 2006، وفي مجال قيم العمل:انخفضت نسبة العاملين في الفلاحة والصناعة والبناء والأشغال العمومية لترتفع نسبة الإدارة والخدمات، وتوجهت الغالبية نحو العمل الحكومي، كما عزف الشباب عن التكوين المهني،وفي مجال التعليم باتت الجزائر تلمس تزايد الاعتداء والعنف ضد المعلمين من قبل التلاميذ، وارتفعت نسب التسرب المدرسي، مما يستدعي رسم سياسة ناجحة تهدف إلى المحافظة على القيم الإيجابية و وقف زحف القيم السلبية.
والبحث الثاني في العدد من السعودية للدكتورة “عزيزة عبد الكريم النعيم “عن “العوامل التي تساعد الفتيات على تفضيل الابتعاث إلى الدول المتقدمة “وتفسر الدراسة أسباب هذه الظاهرة حيث ساعدت العوائد النفطية على استحداث كثير من البرامج للابتعاث الخارجي منها برنامج “خادم الحرمين الشريفين”متخطية بذلك العقبات التي كانت تحول دون ابتعاثها إلى الخارج،
ومنها صدر قرار بعدم السماح بابتعاث الطالبات للدراسة فيعاl398 هـ حتى لو كان على نفقة ذويهن، كما أعيد التوجيه في سنة l4O0هـ، وتلاه صدور قرار عدم الموافقة على ابتعاث المعيدات أيضا في سنة 1404هـ، ولكن هذه الصورة تغيرت منذ عا l4l7هـ- عندما تمت الموافقة على ابتعاث منـسوبي الجامعات من المعيدين والمحاضرين لكلا الجنسين، ولم يأت عام l432هـ- إلا وكان عددالمبتعثات إلى الخارج قد وصل إلى 21503 مبتعثة، وهذا يشير إلى التحول الكبير الذي طرأ على تعليم الفتيات في الخارج، وفد حاولت الدراسة التعرف على عوامل تفضيل الابتعاث إلى الخارج لدى الفتيات والجهة التي يرغين الدراسة فيها. والبحث الثالث في العدد من قطر للدكتور “علي عبد الهادي الشاوي “عن “الولاء القبلي في الخليج العربي: حالة قطر “وأشار الباحث إلى أن أهمية الدراسة تنبع من أن القبيلة لعبت وما زالت تلعب دورا اجتماعيا مهما دول الخليج العربية عبر المراحل التاريخية المختلفة وقد أظهرت الدراسة الميدانية التي أجراها الباحث إلى أن هذا الولاء ما زال قائما بعيدا عن عدد من المتغيرات سواء بالنسبة للنوع، أم السكن، أم المكانة الاجتماعية، أم التعليم، أم المكانة الوظيفية، أم التدين، أم الحالة الاجتماعية، ويخلص الباحث إلى أن نتائج البحث كشفت عن قوة الولاء القبلي، داعيا في الوقت نفسه إلى أن لا نجعل من الولاء القبلي ظاهرة سلبية نعلق عليها جميع إخفاقاتنا الاجتماعية والسياسية، كما يفعل بعض الباحثين، وعليناأن لا نسى بأن القبيلة ساهمت في نشأة الدولة الحديثة، وكانت وما زالت هي القاعدة الأساسية لهذه الدول، كما دعا الباحث إلى التركيز على الجانب الإيجابى للعصبية القبلية أي الولاء القبلي الذي يؤدي إلى القبلية الرشيدة، أي القبلية الواعية التي يدرك أبناؤها المواطنة الصالحة، وأن الولاء للوطن لا بد أن يفوق الولاء للقبيلة.
والبحث الرابع في العدد من الأردن للباحثين “د. فالح عبد القادر الحوري – د. ممدوح الزيادات د. هايل عبابنه “عن “إدارة الصورة الذهنية للمنظمات الأردنية في إطار واقع المسؤولية الاجتماعية “ويركز الباحثون على أهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات تجاه المجتمع المحلي، واتجاه الموظفين، واتجاه الزبائن، واتجاه الموردين، واتجاه البيئة. وقد أظهرت الدراسة إلى أن هناك اهتماما من قبل شركات الاتصالات الخلوية الأردنية بالمسؤولية الاجتماعية، وأن تلك الشركات تحسن إدارة صورتها بالتزامها المسؤولية الاجتماعية ودعوا إلى مضاعفة الاهتمام من قبل تلك الشركات بمسؤولياتها الاجتماعية، لا سيما في ظل تنامى متطلبات وحاجات المجتمع المحلي والمسؤوليات الأخرى التي أصبحت تشكل التزاما أخلاقيا وقانونيا يقع على عاتق منظمات الأعمال .
والبحث الخامس والأخير من الإمارات للدكتورة “مها عبد المجيد صلاح “عن “استراتيجيات الاتصال في مواقع الجماعات الإرهابية على شبكة الانترنت “ويطرح البحث إشكالية توظيف المنظمات الإرهابية للمزايا والإمكانيات التي توفرها تكنولوجيا الاتصال في دعم الأنشطة الإرهابية وفي نشر ثقافة العنف والإرهاب وتشير الباحثة إلى أن الإعلام لا يمثل بالنسبة للجماعات المتطرفة والإرهابية مجرد وسيلة لنقل المعلومات والاتصال ولكنه يمثل فاعلا مشاركا عملية الصراع بينها وبين الجهات المناهضة لها، وأنها لا تسعي بالدرجة الأولى إلى التأثير المادي الذي تخلفه تلك الأعمال التخريبية، ولكنها تسعى في الأساس إلى الآثار النفسية المروعة المترتبة عليها والتي تمثل فوة ضاغطة تحاول تلك الجماعات استغلالها لإملاء شروطها وتحقيق مطامعها السياسية. وتخلص الباحثة إلى أن المعركة ضد الإرهاب أصبحت في العصر الراهن متعددة الساحات، وأن مكافحة الإرهاب لن تتأتي بالقوة المسلحة فحسب، فلقدأصبحت الجماعات الإرهابية أشبه بخلايا سرطانية تنتشر وتتكاثر بسرعة في كيان العالم الإسلامي، ومكافحتها تقتضي التوجه مباشرة نحو جذور الفكر المتطرف والإرهاب الذي يمثل الجذوة المتقدمة لهذه الجماعات.
ويضم العدد بحثين باللغة الإنجليزية: الأول للدكتور “عامر علي الصالح”بعنوان “القلق الإحصائي والفوارق العمرية والجنس باستخدام قانون معامل الارتباط المقتن”.
والثاني للدكتور “ناصر محمد جرادات والدكتور أحمد إسماعيل المعاني “بعنوان اسباب الضعف في تنفيذ البحوث لدى طلبة الجامعات العربية”. وبمناسبة الاحتفال بالشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 يتضمن العدد ملحقا خاصا يضم بحثين مهمين: الأول للباحث “حسين عبد المطلب الأسرج “بعنوان “الدور التنموي للوقف: الأوقاف في الشارقة نموذجا “. والثاني للدكتور “عماد محمد العلي”بعنوان “الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لماذا وإلى أين ؟؟..