الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2014م حدث تستحقه الشارقة عن جدارة، فلقد بنيت الشارقة العصرية لتكون مؤهلة لتحتل موقع عاصمة الثقافة الإسلامية، لقد تطورت الشارقة عمرانيا، تعالت فيها الأبراج التي تناطح السحاب، ارتفعت فيها المآذن،انشئت فيها الأسواق العصرية، امتدت فيها الشوارع، وارتفعت الجسور، وأشيدت فيها المطارات، الشارقة عصرية في كل شيء، ولكنها في الوقت نفسه استلهمت في جميع مشاريعها العمرانية التراث المعماري الإسلامي لتحفظ هذا التراث وتحميه وتطوره. تجد ذلك جليا في قصورها، وسوقها الإسلامي، ومساجدها، وقناة القصباء التي تضم عشرات الجمعيات ذات النفع العام في إطار عمراني بديع، الشارقة اليوم تضاهي في رونقها قصور غرناطة، ومساجد اشبيلة، وأسواق دمشق والقاهرة، الحضارة الإسلامية مائلة في النسيج العمراني للشارقة، إنك تشعر وأنت تتجول في أرجائها أنك تستنشق عبق التاريخ الإسلامي والعربي العريق.
الشارقة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2014م لأن مكتباتها تزخر بالذخائر التراثية الإسلامية وبالمخطوطات التي جمعت من جميع مكتبات العالم، لتجد لها بيئة صالحة في الشارقة التي احتضنتها، حققت ما يحب تحقيقه، رممت ما يجب ترميمه، ووضعت هذاالتراث الإسلامي الغني بين أيدي الباحثين والدارسين وحفظته ليظل شاهدا على مر العصور على عراقة هذه الحضارة الإسلامية وغناها وبعدها الإنسأني البعيد عن التعصب والإلغاء. الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014م لأنها المدينة التي حرصت على أن تعيد للعواصم الإسلامية عراقتها كمراكز للإشعاع الفكري والعلمي، فبنت أحدث الجامعات وزودتها بأحدث المعدات والتجهيزات العصرية، واستقدمت أفضل الأساتذة والمدرسين، وارتقت بالمناهج إلى أعلى المستويات، وحرصت على أن تكون مبانيها امتداد للتراث الإسلامي العمراني العريق للجامعات، تلمسه ما إن تقترب من جامعة الشارقة والجامعة الأمريكية فيها حيث تستقبلك قبابها التي تذكرك بجامعة القيروان، وجامعة الأزهر، وجامعة دمشق والاستانة وبغداد التي دمر ذخائرها المغول، جامعات الشارقة تعيدك اليوم إلى حيث كانت العواصم الإسلامية منبعا للإشعاع الفكري والحضاري.
الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014 لأنها تستضيف في كل عام عشرات المكتبات ودور النشر العربية والإسلامية في معرض الشارقة للكتاب الذي يعتبر من أهم معارض الكتب العربية من حيث عدد المكتبات المشاركة فيه وعدد الكتب التراثية المعروضة، وعدد زواره الذين يفدون إليه من جميع الدول العربية ليطلعوا على غنى التراث العربي الإسلامي وأصالته.
الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014 لأنها أحيت العمل الخيري، والوقفي الإسلامي، الذي يوظف لخدمة النأس الذين هم بحاجة للمساعدة، حيث يجدون في الجمعيات الخيرية وفي الوقف الخيري الملاذ الذي يمد لهم يد العون ليصبح المجتمع العربي في الشارقة مجتمعا متكاملا متضامنا يشد فيه الواحد عضد أخيه ليصبح الجميع نسيجا واحدا متحابا ومتماسكا. الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014 لأنها تشرع أبوابها لتلاقح الحضارات الإنسانية فتنفتح على جميع ثقافات العالم تنهل منها وتصبها في قالب جديد فيه أصالة الشارقة ونكهتها مثلما كانت بغداد في غابر الزمن المركز الذي تترجم فيه جميع العلوم البيزنطية والرومانية والفارسية والهندية وتعاد صياغتها بنكهة إسلامية عربية إسلامية ويعاد تصديرها إلى أرجاء المعمورة.
الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014 لأن قائدها وباني نهضتها صاحب السمو الشيخ الدكتور محمد بن سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أخذ على عاتقه أن تكون الشارقة مدينة حديثة تحفظ للحضارة الإسلامية والعربية وألقها وتحافظ على الهوية، وتنهل من علوم العصر لتدخل ميادين العلوم وتسهم في صنع الحضارة الإنسانية، فكان الموجه والداعم، كما كان في الوقت نفسه الحاكم والباحث الذي تعمق في البحث في كنوز تاريخنا ليكشف للعالم أجمع الدور الذي لعبته الثقافة الإسلامية والعربية في بناء الحضارة العالمية، فألف عشرات الكتب، وحقق العديد منها وطبعها ووضعها بين أيدي الباحثين الذين وجدوا فيها المعين الذي لا ينضب.
مجلة شؤون اجتماعية ستشارك في هذه المناسبة الرفيعة بأن تنشر في الأعداد الأربعة لعام 2014م البحوث والدراسات والمقالات والآراء والأفكار وعروض الكتب التي تتناول أيا من الموضوعات التي تتعلق بهذا الحدث الكبير، وهي تدعو الباحثين والمفكرين والباحثين لموافاة المجلة بإبداعاتهم لتنشر على صفحات مجلة شؤون اجتماعية، أملين أن يكون عام 2014 عاما غنيا بفعالياته وأنشطته التي تشارك فيه جميع المؤسسات الثقافية والعلمية والمجتمع المدني بما يليق بهذا الحدث الثقافي الكبير.