يصدر هذا العدد من مجلة شؤون اجتماعية متزامنا مع مطلع العام الدراسي الجامعي 2013—2014 في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تزخر بعشرات الجامعات الحكومية والخاصة والتي استقطبت مئات الأكاديميين من الجنسيات العربية وغير العربية للمستوى الرفيع الذي تتمتع به تلك الجامعات حيث باتت تنافس على المراتب الأولى في التعليم على الصعيدين العربي والعالمي. إن هذا التوسع في التعليم الجامعي في الإمارات يجب ان يترافق بتطور في البحث العلمي سواء من حيث إصدار المزيد من المجلات العلمية المحكمة في العلوم الإنسانية والتطبيقية، وباللغتين العربية والإنجليزية اللتين يتم التدريس فيهما، أو من حيث إنشاء مراكز للبحث العلمي التي ترتقي بالبحث العلمي وتوسع دائرته، ولكن الذي يلمسه المتابع أن النهضة في مجال نشر البحث العلمي لم تواكب التقدم الذي أحرزه التعليم الجامعي، مما يتطلب جهدا أكبر فيدعم وتعزيز المجلات العلمية المحكمة المعنية بالبحث العلمي، ونشر المزيد من البحوث والدراسات التي تعنى بمجتمع الإمارات، وقد بادرت “مجلة شؤون اجتماعية” المجلة العلمية المحكمة، التي تصدر منذ ثلاثين عاما بدون انقطاع، على تطوير نفسها والارتقاء بمستواها من حيث: التحكيم، والتنوع في الموضوعات التي تتناولها، والإخراج، وتوسيع دائرة انتشارها عربيا وعالميا لتواكب هذا التطور، ولتحقيق هذا الهدف اتفقت مع شركة المنهل لتوفير موادها على موقع الشركة على شبكة الانترنت، كما أن المجلة بدأت بنشر موادها على موقع جمعية الاجتماعيين على شبكة الانترنت، وقد وفرت على هذا الموقع جميع البحوث والدراسات التي نشرتها المجلة في السنوات الخمس الماضية.
وبدءا من العدد الحالي أعطت المجلة حيزا أكبر للبحث العلمي في موادها حيث زادت عدد البحوث التي تنشرها في العدد الواحد من أربعة بحوث باللغة العربية إلى خمسة بحوث، بالإضافة إلى بحث باللغة الإنجليزية، وإن المجلة تدرس زيادة عدد البحوث في السنوات القادمة لتستوعب أكبر عدد من البحوث العلمية خدمة للبحث العلمي والارتقاء به.
إن مجلة شؤون اجتماعية التي حملت هم البحث العلمي والارتقاء به منذ صدورها قبل ثلاثين عاما تأمل أن تحظى بالدعم المناسب الذي يمكنها من أداء دورها سواء من المؤسسات الأهلية أم الخاصة أم الحكومية. وتقدم المجلة في هذا العدد بحثين عن مجتمع الإمارات البحث الأول: للأستاذ الدكتور “محمد عيسى برهوم” عن “اتجاهات سائقي السيارات في مجتمع الإمارات نحو عدد من القضايا التي يحدد سلوك السائق على الطريق” ويظهر الباحث أن معدل الحوادث لكل مائة ألف سيارة في مجتمع الإمارات هو الأعلى بين المجتمعات النامية العشرين التي تمت مقارنة حوادث الطرق فيها، وأن العناصر البيئية مثل أوضاع السيارات وحالة الطرق ليس لها أثر كبير في وقوع حوادث السير، فيما تلعب السرعة الفائقة والرعونة الدور الأكبر في وقوع الحوادث.
والبحث الثاني: عن “الآثار النفسية للإنترنت على الشباب في دولة الإمارات: دراسة ميدانية على طلبة جامعة الشارقة” للدكتورة ” فوزية عبد الله آل علي” وتنوه الباحثة ببعض الأضرار العقدية والأخلاقية والنفسية للإنترنت، والتي تتمثل في إدمان الإنترنت ، ورهاب الإنترنت، وفقدان التفاعل الاجتماعي، والتأثير على القيم الاجتماعية، وتكوين علاقات بين الجنسين عن طريق الإنترنت.
ومن السعودية يكتب الدكتور ” أحمد بن سعيد الحريري” عن ” التنافر السلوكي والنفسي في المعايير الثنائية السعودية: دراسة مسحية على عينة من معلمي المرحلة الابتدائية في محافظة الطائف” ويشير الباحث إلى الانفتاح في العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع السعودي، سابقا حيث يشهد الكثيرون إلى أن هذه العلاقة كانت أكثر انفتاحا قبل أربعين إلى خمسين سنة من الآن، خاصة على مستوى اللقاءات الموقفية العابرة، وأن تلك العلاقة كان يسودها الاحترام المتبادل والتقدير والكثير من أشكال المشاركة المهنية مثل: المشاركة في رعي الغنم، والمشاركة في الزراعة، والمشاركة في التجارة، ولم يكن هناك أية غضاضة في أن تستقبل المرأة ضيفا في بيتها ريثما يأتي زوجها.
والبحث الرابع: من مصر عن ” اتجاهات الشباب الجامعى نحو حقوق المرأة :دراسة ميدانية على عينة من شباب الجامعات المصرية” للدكتورة ” أميمة أبو الخير ” الأستاذة الزائرة في جامعة الشارقة، وتشير الباحثة إلى أن حقوق المرأة لا تمثل بالضرورة في غياب التشريعات والنصوص؛ وإنما في غياب آليات التطبيق الواقعي، أو بالأحرى عدم تقبل المجتمع لتحويل تلك النصوص التشريعية إلى موجهات للسلوك.
والبحث الخامس: والأخير للأستاذ الدكتور “على وطفة” وعنوانه” مفهوم الأخلاق: قراءة فلسفية معاصرة” ويتناول البحث منظومة المفاهيم المكونة لمفهوم الأخلاق في الثقافتين العربية والغربية، وينطلق من إشكالية الغموض والالتباس في مفهوم الأخلاق والمفاهيم الفرعية المرتبطة به، ويحاول إعادة بناء المفهوم الأخلاقي بمضامينه في دائرة التنافس وتحريره من الغموض الكبير الذي يحاصره.
وفي اللغة الإنجليزية يتضمن العدد بحثا للدكتور “نايف الرويلي” بعنوان ” أثر سياسة الدمج على الأداء المالي للشركات الأردنية من وجهة نظر الموظفين الإدارية”