تستهل مجلة شؤون اجتماعية عامها الثلاثين بإصدار العدد السابع عشر بعد المائة من المجلة الذي يضم بحثا عن مجتمع الإمارات تحت عنوان “دراسة حول استخدام الانترنت والتفاعل الاجتماعي لدى الشباب في الإمارات العربية المتحدة “للدكتورة ” عائشة عبد الله النعيمي” ويعالج هذا البحث الدور الذي يمارسه الانترنت في التأثير في العلاقة بين الشباب ومحيطهم الاجتماعي الذي ينتمون إليه وقد بين البحث أن الإمارات الأولى عربيا في مجال الحكومة الالكترونية والدولة / 21/ على مستوى العالم من بين (190) دولة، وأن الشباب (34-18) سنة يشكلون النسبة الأكبر بين مستخدمي الانترنت، ويشكلون 65% من مستخدمي الفيس بوك، الذي يعد الأوسع استخداما في الإمارات، والذي يصل عدد مستخدميه إلى / 350/ ألف مستخدم، كما أظهرت الدراسة بأنه قد تم احصاء /350/ منتدى إماراتيا متنوعا سنة 2010، وهو عدد كبير نسبيا، ويوضح البحث مدى قدرة الانترنت على حشد الجماهير والمواطنين وشد انتباههم، حيث إن 40% من المبحوثين يعبرون بحرية عن مشاعرهم من خلال الانترنت، وأن 56% منهم يتبادلون النصح في القضايا التي تخصهم مع أصدقائهم عبر الدردشة، أكثر مما يتبادلونها مع أسرهم ، وهذا يؤشر إلى أهمية الانترنت في حياة الشباب لأنه أتاح لهم حرية التعبير عن آرائهم، وقلل من دور الأسرة في إلا أنه بالمقابل فقد أكد البحث أن تداعيات استخدام الانترنت على القضايا التي تهمهم ، المنظومة القيمية والأخلاقية محدودة جدا، فشباب الإمارات بعيدون عن استخدام المواقع الالكترونية التي تتناى مضامينها مع الدين والعادات والتقاليد، وأنهم ما زالوا محافظين على الثقافية والاجتماعية، وقد فسرت الباحثة ذلك بأنه يأتي في سياق الطبيعة المحافظة خصوصيتهم والتقليدية للمجتمع الإماراتي.
والبحث الثاني في العدد عن ” الخصائص الاجتماعية لأبناء الأسر السعودية المقيمة في الخارج وعلاقتها بقيم المواطنة لديهم” للدكتور “إبراهيم بن محمد الزبن”، وقد طبقت الدراسة على أبناء الأسر السعودية المقيمة في كل من جمهورية مصر العربية والجمهورية السورية، وقد أظهرت الدراسة عمق الشعور بالانتماء للمجتمع السعودي ، ومدى الالتزام بقيم ومعايير المجتمع السعودي والفخر والاعتزاز بالانتساب لهذا المجتمع، ومدى الاهتمام والمشاركة في القضايا والمشكلات الاجتماعية له، ويرى الباحث أنه لم يعد ممكنا أن نطالب الفرد بواجباته نحو الدولة خاصة الانتماء دون أن نطالب الدولة بواجباتها في حقوق المواطن الأساسية، فالمواطنة في نهاية المطاف ما هي إلا انتماء للوطن، ودرجة المواطنة مرتبطة بمدى الشعور بهذا الانتماء، ويعرف الباحث المواطنة ” بأنها علاقة متبادلة بين الفردو المجتمع يمارسها في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية سواء داخل المجتمع أم خارجه”.
والبحث الثالث في العدد للدكتور ” حسين أحمد الطراونة” و” مانيا مؤيد مبسلط” وعنوانه “تقييم جودة مبادرة التعليم الأردنية باستخدام بيت الجودة QFD ” ويهدف البحث إلى تقييم جودة الخدمة التعليمية للمدارس المشاركة في مبادرة التعليم الأردنية استنادا إلى تقييم الزبون “المعلم” وتقييمها باستخدام وظيفة امتداد الجودة في تلبية متطلباته الأساسية التي تعكس توقعاته من النظام التعليمي بعد دخول المدارس في مشاريع المبادرة، وقد توصلت الدراسة إلى بعض النتائج من أهمها: معرفة مستوى العلاقة بين متطلبات المعلم المفضلة والمتطلبات الفنية اللازمة لإنجازها، وإلى تحديد المجموعة الأقل من خصائص الجودة ذات الأهمية الأعلى في تلبية أكبر ما يمكن من المتطلبات المتنوعة للمعلم، وأوصت الدراسة بتعميم المبادرة على المدارس الحكومية كافة، كمرحلة أولى، ومن ثم المدارس في القطاع الخاص؛ للوصول إلى التشاركية بين القطاعين العام والخاص، ولعل أهمية الدراسة تأتي من إمكانية تعميم المبادرة على بقية الدول العربية باستخدام بيت الجودة QFD .
والبحث الرابع وعنوانه ” مدى رضا السياح عن عناصر المزيج التسويقي المستخدمة في مدينة البتراء الأثرية في الأردن” للدكتور ” عبد الله محمد الهرش” والدكتور ” عبد المعطي أبو الرب ” وقد أشار الباحثان إلى أهمية تسويق الخدمات السياحية التي تتميز في كونها غير مادية وغير ملموسة، وتعتمد على التلازمية في الانتاج والتقديم، ونوها إلى أهمية السياحة التي باتت تشكل مصدر دخل بالغ الأهمية، لأنه يمثل جزءا كبيرا من الناتج القومي الإجمالي للكثير من الدول، كما هي الحال في تايوان، التي يشكل قطاع السياحة فيها ما نسبته ٥٥75 من قيمة الناتج القومي، وفي الأردن يبلغ 12.5% من إجمالي هذا الدخل، وبالإمكان مضاعفة هذا الدخل إذا ما بذلت جهود لكسب رضا السياح، لا سيما مع توفر أوابد أثرية ثرية في الأردن، كما في العديد من الدول العربية، التي لا تستغل تراثها الإنساني بالشكل المطلوب.
وفي العدد بحث باللغة الإنجليزية عن ” مستقبل التنمية السياسية في المجتمع العراقي المعاصر” للدكتور ” حمدان رمضان محمد خليل ” وقد تضمن البحث مقدمة تناولت الإطار المنهجى للبحث، والمحور الثاني ” مفهوم التنمية السياسية ” والمحور الثالث ” اشتمل على تحديد الأدوات التي تقوم عليها التنمية السياسية في المجتمع”، وتضمن المحور الرابع ” تحليل ماهية مستقبل التنمية في المجتمع العراقي المعاصر”.
وفي باب آراء وأفكار يطالعنا العدد بمقالة عن فعالية الاستراتيجيات التمكينية لإنجاح الحكومة الالكترونية وقد أشار الكاتب إلى أن عملية التحول من نظام الحكومة التقليدية إلى الحكومة الالكترونية تتطلب، بالدرجة الأولى، أن تتفهم الجهات المسؤولة في الحكومة خصائص الحكومة الالكترونية، ليترجم هذا الفهم إلى أهداف استراتيجية لعلمية التحول المنشود، لا سيما وأن 65% من تجارب الحكومة الالكترونية في العالم قد لاقت فشلا ذريعا.
والمقالة الثانية في العدد للدكتور ” سليمان بو مدين ” بعنوان ” صورة الأهالي في الخطاب الكولونيالي ” وهي مقالة جديرة بالقراءة لأنها تذكر بحقبقة مؤلمة من تاريخ شعوبنا، حيث عانت تلك الشعوب الكثير من التعالي التي اتسمت به الدول المستعمرة، التي وصل بها الأمر إلى أن ترى ” أن استئصال شعب يعترض طريق توسع الحضارة هو مجرد ضرر هامشي” !!!