المجلة الاجتماعية العدد 115

115

تحميل الملف الكامل هنا

1200px-PDF_file_icon.svg

يستهل العدد / 115 / من مجلة شؤون اجتماعية ببحث عن موضوع بالغ الأهمية بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي يتصل بالخطورة الاجتماعية لمخالفى الإقامة، ولطالما عانت تلك الدول من العمالة الوافدة وآثارها على البنى الاجتماعية وثقافة المجتمع، وتركت آثارها على اللغة والعلاقات الاجتماعية، والأدوار الأسرية، هذا إذا كانت العمالة نظامية، فكيف إذا كانت تلك العمالة مخالفة لنظام الإقامة؟ وهذا ما تناوله الدكتور “خالد بن سليم الحربي “في بحثه الموسوم الخطورة الاجتماعية لمخالفي نظام الإقامة في السعودية: واقعها وأساليب الوقاية منها ” ويبين الباحث أن المشكلة تكمن في تنامي أعداد المخالفين، وارتباط ذلك بتزايد أعداد الجرائم المرتكبة من قبلهم، وتنوع المهددات الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية المرتبطة بهم، حيث يعد وجودهم على أرض المملكة بطريقة غير نظامية هو بداية التعدي على الأنظمة والقوانين.
وقد رصد الباحث عددا من عصابات الجريمة المنظمة في المملكة والتي تخصصت في السرقة والسطو والاغتصاب والقتل، والسطو، على المصارف وعملائها؛ وعصابات التسول المنظم والاتجار بالأطفال، وبعد أن شرح الباحث الإجراءات الحكومية المتخذة لمواجهة تلك المخالفات، مثل: نظام البصمة الإلكترونية، ونظام الحج والعمرة؛ والغرامات المالية على من يثبت تورطه في إيواء المخالفين أو تشغيلهم، اقترح عددا من الإجراءات لمعالجة هذه الظاهرة ومشاكلها، إذ يجب ان يتم البدء بمنع مخالفي نظام الإقامة أصلا، واتخاذ الإجراءات الوقائية الملائمة ، وتركيز الجهود الأمنية على الأحياء العشوائية، وعلى مواقع مجمعات لمخالفين، وزيادة اهتمام مؤسسات المجتمع المدني بهذه الظاهرة.
أما الدراسة الثانية في العدد فكانت عن ” العمل التطوعي والرعاية الاجتماعية في اليمن للدكتور” عادل أحمد الكسادي” والدكتور” أحمد عبد الحليم سليم” وقد هدف الباحثان إلى الوقوف على تطور العمل التطوعي ودوره في الرعاية الاجتماعية في حضرموت ويشير الباحثان إلى أن العمل التطوعي سمة من سمات المجتمع في اليمن منذ القدم، وقد مر بثلاث مراحل: المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل الحصول على الاستقلال؛ وقد شهد اليمن الجنوبي منذ الثلاثينيات حركة واسعة باتجاه تأسيس الجمعيات والأندية الأهلية والنقابات العمالية، والمرحلة الثانية: مرحلة الدولة الحديثة حيث صدر قانون لتنظيم العمل الاجتماعي الأهلي في سنة 1963، والمرحلة الثالثة مرحلة ما بعد قيام دولة الوحدة، وتقدم الحكومة اليمنية الدعم المالي للمنظمات الأهلية بهدف تشجيعها والدفع بها لتحقيق أهدافها، بالإضافة إلى إعفائها من الرسوم الجمركية والضرائب، ويشكل الدعم الحكومي27.8 من مصادر تمويل الجمعيات التطوعية، فيما تبلغ نسبة الهبات والوصايا والوقف 35.7%، والتبرعات من دول الخليج 33.1% من تلك المصادر، ويعدد الباحثان أهم الصعوبات التي تواجه عمل الجمعيات التطوعية، ويأتي في مقدمتها: القوانين والتشريعات، حيث لم تعد التشريعات تتلاءم مع المتغيرات العالمية والمحلية، بالإضافة إلى ضعف التمويل، وختاما التنسيق بين الجمعيات التطوعية، والصعوبات المتعلقة بها. وعلاقته بمستوى التحصيل الأكاديمى في أكاديمية العلوم الشرطية بإمارة الشارقة ” ويحدد الباحث أهمية الدراسة بأنها تأتي من البحث عن المتغيرات التي تؤثر على مستوى تحصيل الطلبة، وفي مقدمتها متغير تقدير الذات الذي يرتبط مباشرة بمعنويات الطلبة، ويرى الباحث أن تقدير الذات يؤدي دورا مهما في زيادة واقعية الانجاز والتعلم، وفي تطوير الشخصية، كما يرتبط تقدير الذات المرتفع بالسعادة وحب الإنجاز، فيما يؤدي تقدير الذات المنخفض إلى عدم الاستقرار النفسي، وتدني الإنجاز، وعدم الرغبة بتعزيز العلاقات الاجتماعية، ويقترح الباحث ان يتم تعزيز تقدير الذات لدى الطلبة الضباط وألا يقتصر دور الأكاديمية على تزويد الطلبة بالمعارف والمعلومات الأكاديمية، وإنما يجب أن يمتد الدور إلى الاهتمام بالجوانب الشخصية والنفسية والاجتماعية، وأن يتم توفير البيئة الداعمة للطلبة من خلال إظهار الاحترام والتقدير لأفكارهم وتساؤلاتهم، ورفع الروح المعنوية لديهم. وبعد الأهمية التي اكتسبتها وسائل الاتصال الاجتماعي في السنتين الأخيرتين في وطننا العربي تكتب الدكتورة ” نجلاء محمود المصيلحي “دراسة عن الفيس بوك ورأس المال الاجتماعي في مصر” حيث تشير الباحثة إلى أن الانضمام إلى موقع الفيس بوك بات إحدى الظواهر المستجدة في المجتمع المصري، وأنه يتيح الفرص والإمكانيات للأفراد لجعلهم منخرطين في عالم أكبر محليا وعالميا، ويدعم قدراتهم على المشاركة في الشؤون العامة، مما يمثل قاعدة محتملة يمكن استغلالها في حفز الجهود، وهذا ما ظهر جليا في الحراك الاجتماعي العربي فيما يسمى بالربيع العربي، وتشير الباحثة إلى أن مستخدمي الفيس بوك يزدادون سنويا بنسبة %153 وقد بلغ عدد مستخدمي الفيس بوك 200 مليون مستخدم عبر العالم في سنة 2008 منهم 9.17 مليون مستخدم في مصر، وبعد أن تناولت الباحثة أهمية الفيس بوك والوقت الذي يقضيه المبحوثون معه يوميا، والذي قد يزيد عن ثلاث ساعات؛ أشارت إلى أن أحداث الاحتجاجات والثورات العربية في مطلع 2011 أكدت ما انتهت إليه الدراسة من أن رواد الفيس بوك أدركوا أن الواقع المعاش لا يشبع غالب احتياجاتهم، لا سيما حاجتهم إلى حرية التعبير، واندفعوا إلى المجتمع الافتراضي متخذين صفحات الفيس بوك سياقا اجتماعيا شاملا لجميع العلاقات الإنسانية، كما وجدوا فيه ملاذهم باعتباره منبرا سياسيا يعوض جمود الحياة الحزبية وفشلها.
وباللغة الانجليزية يتضمن العدد بحثا عن “إدارة العلاقة مع الزبائن باعتبارها القوة التنافسية للمنظمة” للدكتور ” ناصر جرادات ” والدكتور ” أحمد عريقات ” وتهدف الدراسة إلى بيان دور كل من جودة المنتج وصفات الموظفين ومهاراتهم، وإمكانياتهم، والثقافة التنظيمية في تحقيق إدارة علاقات العملاء ممثلة برضى العملاء وولائهم.وفي باب الآراء والأفكار تستمر المجلة باهتمامها بالعولمة، وعلاقتها بالعالمين العربي والإسلامي، حيث يتضمن العدد مقالة للدكتور ” مثنى مشعان المزروعي، والدكتور ” رعد حميد توفيق البياتي “عن العولمة الثقافية وصراعات الهويات في المجتمعات العربية، كما يكتب الدكتور “علي سموك “عن العولمة وإشكالية الهوية في العالم الإسلامي ( مقارنة نقده) هذا بالإضافة إلى الأبواب الثابتة في المجلة: ( عروض الكتب ، والندوات والمؤتمرات، وملخصات الرسائل العلمية).
إن بحوث ودراسات هذاالعدد ومقالاته تشكل إضافة علمية مهمة تظهر التقدم الذي أحرزته البحوث والدراسات في وطننا العربي، ومواكبتها للتطورات العميقة فيه.