يضم العدد /110/ من مجلة  شؤون اجتماعية بين دفتيه عددا من البحوث والدراسات والآراء والأفكار التي تتفاعل وما يتم في عالمنا المعاصر من متغيرات تقنية وعلمية أحدثت آثارا واسعة في المجتمعات العربية، وقد لعبت الشبكة الالكرتونية دورا محركا في الكثير من تلك المتغيرات، عن الانترنت تكتب الدكتورة “إيناس محمد فتحي غزال” بحثا بعنوان “جرائم الانترنت في المجتمع المصري : دراسة ميدانية على عينة من الشباب الجامعي في مدينة الإسكندرية” وتشير الباحثة في مقدمة بحثها إلى أن شبكة الانترنت هي إحدى التقنيات الحديثة التي أسفرت عنها تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، حيث إن سرعة انتشار هذه الشبكة وتطورها في العالم جعل عصرنا الراهن هو عصر الانترنت، وأصبح الانترنت يمثل لغة العصر في جميع المجتمعات المتقدمة والنامية، كما تشير الباحثة إلى أن عدد مستخدمي الانترنت ارتفع في مصر من 0.65 مليون مستخدم في عام 2000 إلى17.7 مليون مستخدم في سنة 2008 وقد أشارت الدراسة في نتائجها إلى أن الشباب الذين يستخدمون أوقاتهم في الانترنت ينظرون إلى أشياء غير ملائمة، بل وعديمة القيمة، وأنهم لا يستعملون الانترنت في اكتساب مهارات مفيدة، وهذا يعد مؤشرا كبيرا للفراغ القاتل الذي تعانيه هذه الفئة من الشباب، كما يعد هذا الخلل هدرا كبيرا للاقتصاد الوطني مما يهدد المجتمع ككل .
ولكن الأحداث المتسارعة التي أعقبت هذا البحث بشهور أظهرت أن الشباب ينظرون إلى الانترنت بصورة مغايرة لما أوردته الباحثة. وأن للانترنت دورا أكبر من الدور الذي بينته الدراسة، وأن الانترنت لم يعد مضيعة للوقت والجهد. وهذا الواقع الجديد لدور الانترنت ربما يدعونا إلى إعادة مراجعة أفكارنا حول فئة الشباب في المجتمع، والدور الذي يضطلعون به، والنتائج التي ترتبت على استخدامهم للانترنت.
البحث الثاني في هذا العدد كان حول “المحددات الدميوغرافية والاجتماعية للتقييم الذاتي للصحة في الأسرة” للدكتور “حسني محمد العثمان” وهو من البحوث التي تتناول جانبا مهما من جوانب حياتنا، وهو الجانب الصحي، الذي ربما لا يعيره كثيرون الأهمية التي يستحقها، مع أن الصحة تعد رأسمالا بشريا يسهم في رفاهية الأفراد، ويعزز قدراتهم على مواجهة متطلبات الحياة، وأن التمتع بالصحة الجيدة، والعيش لمدة أطول، ومواجهة المرض، والحصول على الرعاية الصحية الأولية والعلاجية هي من الحاجات الأساسية للأفراد والأسر والمجتمعات كما يقول الباحث.
والبحث الثالث في العدد للدكتورة “رانيا الصاوي عبده عبد القوي” بعنوان”فاعلية برنامج تدريبي لتنمية مهارات التفيكر في خفض حدة بعض المشكلات السلوكية لدى عينة من طالبات المرحلة الابتدائية” وتكمن أهمية البحث في أنه اختبر برنامجا تدريبيا أخضعه للتحكيم العلمي والتجربة بهدف خفض بعض المشكلات السلوكية لدى الطالبات والتي حددتها الباحثة في العدوان،والانطواء،والكذب،ومهارات التفكير.
وقد حقق البرنامج نتائج مهمة أظهرت أنه استطاع أن يعدل سلوك هؤلاء الطالبات.وأن هناك فروقا ذات دلالة ظهرت بين سلوك العينة التجريبية التي اتبعت البرنامج،والعينة الضابطة التي لم تخضع للبرنامج، ومثل هذه النتائج ستكون مشجعة لأن تتولى دور الرعاية والتربية الاجتماعية التي تعنى بالأحداث الذين يعانون من انحرافات سلوكية تطبيق مثل هذه البرامج لتعديل المشكلات السلوكية التي تعد من أخطر العوامل التي يتوقف عليها نجاح الإنسان في حياته كما تقول الباحثة
والبحث الرابع، بعنوان “اتجاهات طلاب كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية بشبكة عجمان للعلوم والتكنولوجيا حول التدريب الإعلامي بالكلية” للدكتور “عبد الله عبد المؤمن التميمي” ويشير الباحث إلى أهمية التدريب الإعلامي في ظل العصر الذي نعيش فيه. إذ إن التطور التكنولوجي السريع يتطلب منا تعليم وتنمية معلومات الطلاب وصقل مهاراتهم ، وتطوير قدراتهم وتعديل سلوكهم وتغيير اتجاههم.                        ويرى الباحث أن هرم الإعلام اليوم كبير ويصعب الوصول إلى قمته ومسايرة تطوراته دون وضع استراتيجيات واضحة للتدريب الإعلامي، تشمل جميع التخصصات في التليفزيون والإذاعة، والصحافة،والتحرير الصحفي، والإعداد، والتقديم، والمونتاج والإخراج التليفزيوني وسواها.
وفي باب الآراء والأفكار يتضمن العدد مقالتين الأولى بعنوان “الجريمة الالكترونية” للدكتورة “فريحة محمد كريم” ، والثانية بعنوان “أثر الطلاق على نفسية الأطفال للدكتورة “فريحة لوشاهي”، كما يتضمن العدد عرضا لكتاب “مقاومة التغيير في المجتمع السعودي افتتاح مدارس تعليم البنات ً أنموذجا”. وعرضا عن أعمال مؤتمر الأردن الذي عقد تحت عنوان “دبلوماسية عربية في العالم”
وملخصا رسالة دكتوراه بعنوان : طرابلس الغرب أثناء احتلال الأسبان وفرسان القديس يوحنا (1510/1551) وهي رسالة غنية، وتستحق القراءة لأنها تشير إلى الطموح الأوروبي نحو احتلال طرابلس الغرب منذ خمسة قرون!!!