المجلة الاجتماعية العدد 108

108

تحميل الملف الكامل هنا

1200px-PDF_file_icon.svg

تستمر مجلة شؤون اجتماعية في إيلائها اهتماما أكبر للقضايا الفكرية الأكثر مساسا بمجتمعاتنا العربية، لاسيما مجتمع الإمارات العربية المتحدة، وبالنهوض بالفكر العربي وترسيخ قيم المعاصرة والحداثة في المجتمع، ويضم العدد الثامن بعد المائة من المجلة بحثا للأستاذ أحمد محمد أبو زيد بعنوان “تأثير التغير السكاني على الهوية الوطنية والأمن الوطني: دراسة حالة دولة الإمارات العربية المتحدة” وهو بحث بالغ الأهمية لأنه يبحث في موضوع يأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الباحثين والمختصين ومتخذي القرار في دولة ارتفع فيها عدد غير المواطنين إلى نسب أصبحت تهدد بنية المجتمع وهويته الوطنية، إذ إن التهديدات التي تواجه الدول القومية في النظام الدولي، (كما يقول الباحث)، ليست تهديدات عسكرية، أو اقتصادية خارجية فقط، ولكن هناك أيضا تهديدات محلية لا تقل خطورة وضررا عن التهديدات الخارجية، مثل تقويض الشرعية الداخلية والخلل السكاني، ويشير الباحث: إلى أن مثل هذا الوضع كان من أهم البواعث لدعوة صاحب السمو رئيس الدولة للاهتمام بالهوية الوطنية وجعل عام 2008 عاما للهوية الوطنية، التي أطلقت تحت شعار ” من لا هوية له، لا وجود له ” ولقد حظي البحث بالهوية الوطنية مكانة خاصة في مجلة شؤون اجتماعية، حيث نشرت في عددها الثالث بعد المائة بحثاعن الكفاءات الوطنية الإماراتية العاملة بالقنوات التلفزيونية الفضائية بدولة الإمارات العربية المتحدة والهوية الوطنية، كما نشرت مقالة حول مفهوم الهوية في الفكر السوسيولوجي المعاصر، وبحثا ثالثا عن أساليب مواجهة أزمة الهوية لدى طلبة الجامعات، إيمانا منها من أن تعدد الجنسيات وتنوعها في الإمارات إلى ما يقرب من مائتي جنسيه، وتعدد الثقافات وتنوعها أيضا وهو ما تقتضيه عملية التنمية الاقتصادية والعمرانية في الدولة، يجب ألا تكون سببا في تخلينا عن هويتنا الوطنية ، فتعدد الثقافات يجب أن يكسب ثقافتنا غنى وعمقا لا أن يسهم في إضعاف الهوية الوطنية للإمارات, وبالتالي زعزعة أمنها.
والبحث الثاني عن مجتمع الإمارات للدكتور ” خالد زعموم” بعنوان “مجتمع المعلومات في الإمارات : قضايا معرفية وإشكالات تطبيقية”، وفيه يتناول الباحث الدور الذي أدته تكنولوجيا المعلومات واعتمادها على الحوسبة والدقة والفاعلية في تغيير المجتمعات، وطرق التواصل والتنظيم والتفاعل مع الجمهور،واستخدامه في الإدارة والاقتصاد والتعليم والتجارة، وغيرها من القطاعات ذات الصلة بأهداف التنمية الشاملة والمستدامة، وقد تناول الباحث المكانة التي احتلتها دولة الإمارات في هذا المجال، حيث اختار تقرير هيئة الأمم المتحدة حول تطور مبادرات الحكومة الإلكرتونية في العالم دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها تمثل إحدى أفضل الممارسات الإلكترونية على مستوى العالم؛ من ناحية تنظيم الخدمات المقدمة عبر بوابة حكومتها الإلكترونية ، وإن ذلك تحقق (بالدرجة الأولى) بفضل توفر الإرادة السياسية، سواء على مستوى الحكومة الاتحادية، أم الحكومات المحلية لتبني الخدمات الإلكرتونية ، وتوفير برامج وخطط لبناء مجتمع المعلومات، بما يخدم قضايا التنمية ومشاريعها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
والبحث الثالث في المجلة للدكتور” عبد الله بن جبر العتيبي” بعنوان ” النظرية في العلاقات الدولية بين المدرسة الواقعية الجديدة والمدرسة البنائية ” وفيه يتناول الباحث الصراع الدائر بين المدرسة الواقعية التي هيمنت هيمنة شبه كاملة على ممارسات التنظير في تخصص العلاقات الدولية منذ عام 1979، ولكن هذه السيطرة لم تستمر أكثر من عقدين من الزمن، حيث عادت البنائية الجديدة لإزاحة الواقعية عن موقعها المسيطر في عام 1997، لتقدم بدلا منها وجهة نظر اجتماعية لفهم قضايا السياسة الدولية، ودراسة مخرجاتها ، مؤكدة على أهمية البنية المعيارية في مقابل البنية المادية، وعلى دور الهوية في تشكيل وتكوين مصالح الدول وسلوكها، ويعقد الباحث مقارنة واسعة بين المدرستين، ليقرر في نهاية البحث فيما إذا نجحت البنائية في تقديم مدخلها التنظيري بوصفه بديلا منافسا للواقعية الجديدة، ولهيمنتها على ممارسات التنظير في هذا التخصص .
والبحث الرابع والأخير للدكتور “إمطانيوس ميخائيل”بعنوان “دراسة الثبات والصدق والبنية العاملية لمقياس جامعة كاليفورنيا – لوس أنجيلوس للوحدة” وهذا البحث يأتي في إطار الجهد البحثي العربي للإفادة من مجمل العلوم الإنسانية في الدول المتقدمة علميا والانفتاح عليها، وقد بذل الباحث جهدا مشكورا في تقريب مقياس الوحدة الأجنبي وطبقه على الواقع السوري، ومن النتائج التي توصل إليها البحث ظهور دلالات مهمة حول تعادل الصورة المعربة لمقياس الوحدة، مدار البحث، مع الأصل الأجنبي الذي اشتقت منه، إضافة إلى ظهور مؤشرات قوية لثبات هذه الصورة وصدقها باستخدام طرائق متعددة، وعينات متنوعة من الأفراد، ويدعو الباحث إلى العمل على استثمار هذا المقياس في البيئة العربية دفعا لمسيرة حركة القياس النفسي بخطى حثيثة إلى الأمام .
وفي باب آراء وأفكار مقالة للدكتورة “صبا المولى” عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والاتحاد ” تناولت فيها نشأة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والعوامل التي أثرت فيها، ودوره في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة والحفاظ عليها ورعايتها وتقويتها، وحرصه على الوحدة العربية وإرساء دعائمها، كما يضم هذا الباب مقالة بعنوان ” تاريخ الدعاية ” للدكتور “العاتري علي سلطاني ” بين فيها أن البحث في تاريخ الدعاية هو بحث في تاريخ البشرية، وقد استعرض الباحث تاريخ الدعاية منذ العصور القديمة في بلاد الرافدين، ومصر الفرعونية، والإغريق والرومان، والإسلام، والمسيحية مارا بتاريخ الدعاية في الحربين العالمية الأولى والثانية،ليصل إلى العالم الجديد حيث تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية على وسائل الإعلام العالمي، فأغلب الشركات العمالقة متعددة الجنسيات للصحافة والبث التلفازي والأقمار الصناعية
الناقلة للبث الفضائي موجودة في اليد الأمريكية، وأساس عمل شبكة المعلومات “الأنترنت” أمريكي، ورأسمالها أمريكي، و 80 % من الأنباء العالمية التي تتداولها وكالات الأنباء في الدول النامية مصدرها أمريكي، و 90 % من إجمالي الأخبار المصورة، 82 % من إنتاج المعدات الإعلانية والالكترونية، و 90 % من المعلومات المخزنة في الحاسبات الالكترونية جهد أمريكي، ورأس المال البالغ 489 مليار دولار الذي يتحكم في سوق التقنية الإعلامية غالبيته أمريكي!!.