المجلة الاجتماعية العدد 106

106

تحميل الملف الكامل هنا

1200px-PDF_file_icon.svg

تحتل اللغة العربية حيزا كبيرا من اهتمام قطاع واسع من أبناء الأمة العربية نظرا للدعوات القديمة / الحديثة التي تتحدث عن جمود هذه اللغة ً أحيانا، وعدم ملاءمتها للعلوم والاختراعات الحديثة، والوصول إلى الدعوة بالتوجه أكثر فأكثر نحو استخدام لغات بديلة تحتل تدريجيا موقع اللغة العربية، وتوجه آخرون نحو تعزيز اللهجات المحلية التي تتنافس دول عربية هنا وهناك في الاستخدام المفرط لها لاسيما في الأعمال الدرامية ، وبرامج الإذاعة والتلفاز، وتسويقها حتى خارج الدول المعنية، وفي هذا العدد من مجلة شؤون اجتماعية بحثان يتناولان اللغة العربية ومكانتها، الأول للدكتور “أسامة عبد الباري” في بحثه الموسوم ” الأبعادالاجتماعية لظاهرة الضعف اللغوي” وهي دراسة ميدانية أجراها على عينة من الطلبة الناطقين باللغة العربية في جامعة الشارقة ، وتأخذ هذه الدراسة أهميتها لأنها نفذت في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتميز بخصوصية فريدة، نظرا لتعدد الثقافات والجنسيات التي تعيش على أرضها، ولوجود ًالكثير من الجامعات والمدارس الخاصة التي يتم التدريس فيها بلغة أجنبية هي اللغة إنجليزية غالبا، واتساع هذه الدائرة لتشمل جميع المراحل العمرية والتعليمية بما في ذلك رياض الأطفال، ودور الحضانة التي تستخدم فيها اللغة الإنجليزية، وقد أظهرت الدارسة الكثير من النتائج التي تسترعي الانتباه، حيث ظهر أن ما يقرب من 50 % من الطلبة يتعاملون مع زملائهم باللغة الأجنبية، وأن ما يقرب من 60 % يشيرون إلى أن تخصصهم العلمي يفرض عليهم استخدام لغة أجنبية، وما يزيد عن 40 % منهم يعلنون أن التعليم باللغة الأجنبية أفضل من التعليم باللغة العربية، كما أظهرت الدراسة أيضاأن 73 % من أفراد العينة يفضلون مشاهدة الأفلام الأجنبية، وأن 56 % منهم يحرصون على دخول مواقع النت الأجنبية، وهذا يشير إلى أن التوجه نحو اللغة الأجنبية لم يعد مجرد حوار يطرح حول أيهما أجدر اللغة العربية أم الأجنبية، بل إنه أصبح حقيقة معاشة و أمرا واقعا، ويؤكد الباحث أنه ما من أحد يقف في وجه استخدام اللغة الإنجليزية وسواها في حياتنا وفي جامعاتنا ومعاهدنا، ولكن المهم ألا يكون ذلك على حساب اللغة العربية، ومستقبلها، ومن هنا فقد انصبت اقرتاحاته على توفير الحوافز المادية والمعنوية للدارسين والفائقين في اللغة العربية ، وإلى توجيه الخطاب الإعلامي بتلك اللغة، وإلى زيادة الإنتاج الثقافي المكتوب بالفصحى وتعميمه على طلاب المدارس والجامعات.
أما البحث الثاني فعنوانه ” اللغة العربية والإعلام تعدد الاستخدام بين المطبوع والمرئي والمسموع” للدكتور على عبد الرحمن عواض الذي يميز في بحثه بين وسائل الإعلام المطبوعة (الصحافة) التي  أدت دورا ًمحوريا و أساسياو إيجابيا في نشر العربية الفصحى من خلال إشاعة ما يسمى باللغة الصحفية ، وبين الدور الذي أدته وتؤديه الوسائل المسموعة والمرئية، والتي تعمل على إشاعة العامية والترويج لها، لا بل والعمل على محاربة الفصحى والتنكر لها، كما ينوه الباحث إلى خطورة المواد المدبلجة خاصة المسلسلات والبرامج الموجهة للأطفال، ويرى الباحث أن اللغة العربية الفصحى لم تكن بأي حال من الأحوال عائقا أمام الشارع العربي في فهم أو تقبل أو التفاعل مع الرسائل الإعلامية المقدمة بالفصحى.
ويعالج البحث الثالث في هذا العدد من المجلة موضوعا بالغ الأهمية عن “مخيمات اللاجئين الفلسطينين في الأراضي الفلسطينية بين الاستبعاد ودور المقاومة” للدكتور “سامي حنفي” الذي يتناول الظروف القاسية التي يعانيها سكان المخيمات، والعزلة التي يعيشون فيها، وانعدام الخدمات الأساسية وأدنى متطلبات الحياة ، وقد قارب عدد هؤلاء اللاجئين أربعة ملايين ونص المليون لاجيء ، ومثل هذا العدد الذي يتزايد يوماً بعد يوم، يطرح سؤال في منتهى الأهمية، ما هو موقع هؤلاء اللاجئين في ظل مشاريع التسوية القائمة حاليا ، والتي تتجه أكثر فأكثر نحو تغييب حق العودة؟ هذا الحق الذي أقرته الشرعية الدولية، والذي يجب أن يكون حاضرا في  كل الحلول المطروحة؛ لأنه الوحيد الذي يمكن أن يضع حدا لمعاناة سكان المخيمات.
ورابع البحوث في هذا العدد يتناول فيه الباحثون الدكتور “أحمد العلي” والدكتور “محمد عبد الكريم محافظه”، والدكتور “أمل سالم العواودة” “العنف الجامعي دراسة لأسباب العنف الطلابي في الجامعة الهاشمية من وجهة نظر الطلبة” ومما يسترعي الانتباه أن أسباب حدوث العنف الطلابي ترجع غالبا إلى عوامل داخلية أكثر مما ترجع إلى تأثيرات دولية، حيث إن التعصب العشائري، وشدة الضغوط الحياتية ، والشعور بعدم المساواة في تطبيق القوانين في الجامعة فيما يخص الطلبة، وتحيز المدرسين بين الطلبة؛ احتلت المراتب الأولى من أسباب العنف، فيما جاءت التأثيرات الدولية مثل ظاهرة الإرهاب في المرتبة الأخيرة في سلم الأسباب، ومثل هذه النتائج تشير إلى أهمية أن تتم مواجهة العنف بمعالجة القضايا الاجتماعية وإيجاد الحلول لها.
وبالإضافة إلى البحوث والدراسات تضم أبواب المجلة موضوعات تتعلق بالتعليم حيث  تتناول الدكتورة “زينب أبو زيد أبو بكر”موضوع ” التعليم وتمكين الشباب في المجتمع رؤية مستقبلية للتخلص من المشكلات التي تواجه قطاع الشباب”، كما يتناول الدكتور شويه بو جمعة “رؤية مستقبلية لإعداد معلم المستقبل وتأهيله”
وفي باب ملخصات الرسائل العلمية عرض لرسالة الدكتوراه للدكتور “عبد الحكيم أبو اللوز” عن الحركات السلفية في المغرب” وتتناول الرسالة واقع الحركات السلفية وما يميزها عن التيارات الإسلامية المتطرفة ، ويشير الى  أن القنوات تظل دائما مفتوحة للانتقال من صفوف الحركات السلفية إلى التيارات المتطرفة.