المجلة الاجتماعية العدد 104

104

تحميل الملف الكامل هنا

1200px-PDF_file_icon.svg
تعددت البحوث والدراسات التي تناولت أثر التلفزيون على أفراد الأسرة كافة، بعد أن أصبح من أهم وسائل الإعلام وأكثرها تأثريا لتعدد البرامج التي يقدمها، والتي تستحوذ على اهتمام أفراد المجتمع بكل مشاربهم وأعمارهم ونوعهم، كما بات العنف الأسري مادة مهمة يتناولها الباحثون؛ لا سيما العنف الموجه ضد المرأة والطفل، وفي العدد / 104 / من المجلة؛ تنشر المجلة بحثا مهما  عن صور العنف الأسري ضد المرأة في الدراما التي تقدمها  الفضائيات العربية دراسة ميدانية عن دولة الإمارات” للباحثة الدكتورة “مي الخاجة”  وقد وجهت الباحثة اهتمامها للتعرف على صور العنف الأسري ضد المرأة من حيث الشكل، وأطرافه، وأسبابه، ونتائجه، والسمات الشخصية والنفسية لمرتكبيه؛ كما تقدمه الدراما العربية على الفضائيات .
وفي إطار العنف نفسه يتناول الدكتور ” على أسعد وطفه وجها آخر من أوجه العنف في بحثه” الرمز والعنف إلى ممارسة العنف الرمزي: قراءة في الوظيفة البيداغوجية للعنف الرمزي في التربية المدرسية ” حيث يشير الباحث إلى أن مفهوم العنف الرمزي من أكثر المفاهيم حداثة وجدة؛ مما جعله يقع في دوائر المفاهيم الإشكالية الغامضة، ويبقى أسير الرهانات الفكرية النقدية التي تحاول صقله وهندسة أبعاده، ويجزم الباحث مرة أخرى بأن مفهوم العنف الرمزي من أكثر مفاهيم السوسيولوجيا التربوية غموضا وإثارة للجدل،وأن كثيرا من المحاولات السوسيولوجية المتوافرة لم تفلح كثيرا في إخراج هذا المفهوم من مرحلة الكمون التي يعيش فيها ، ويشير الباحث إلى الخلط العجيب في الاستخدام ما بين العنف الرمزي وبين الأشكال الأخرى للعنف مثل: العنف اللفظي ، والعنف السيكولوجي، والعنف الإيمائي، والعنف الثقافي، والعنف اللغوي. ولعل هذا الإصرار من الباحث على تبيان الغموض الذي يعتور مفهوم العنف الرمزي سيشكل حافزا لنا لقراءة هذا البحث بتمعن على أمل أن نحل غموض هذا العنف.
والبحث الثالث في العدد دراسة بعنوان “التغير الاجتماعي وبناء الأسرة: دراسة اثنولوجية لبلدة الطرة في الاردن” للباحثين الدكتور أمين الشبول، والدكتور محمود نعامنة
ويستعرض الباحثان التغيرات التي طرأت على بنية الأسرة في قرية الطرة التي تقع في شمال الأردن، وطبيعة العلاقات الاجتماعية بين الأسر التي ما زالت تقيم فيها، من خلال الملاحظة والاستعانة بالموروث الشعبي والتاريخ الشفاهي واستخدام المنهج البنائي الوظيفي، ويشير الباحثان إلى أن سكان تلك القرية تضاعف عدة مرات مما أحدث تغيرات عميقة فيها، حيث تزايدت أعداد أعضاء الوحدات القرابية عن طريق الزواج، الذي اتخذ أيضا سمة الزواج الخارجي، كما اتسعت دائرة النسب والمصاهرة بين مختلف الوحدات القرابية المحلية، وانتفت في القرية أغلب السمات والخصائص السابقة، فأصبحت ذات بنية وعادات وتقاليد وقيم حضرية أو مدنية؛ تتصف بالفردية والاستقلالية، مما أدى لطغيان المظاهر المادية على المعنوية، وجعل من القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية غريبة على أهلها.
أما البحث الرابع في المجلة فهو بعنوان “المدركات الإيجابية تجاه الإعاقة وعلاقتها بالضغوط الأسرية وأساليب مواجهتها لدى أسر الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية” للدكتورة مريم عيسى الشيراوي، والدكتور فتحي السيد عبد الرحيم، والدكتور محمد عبد الله الشراح ، وقد هدف الباحثون من الدراسة إلى تسليط الضوء على أسر الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية البسيطة والتي لها خبرات إيجابية تجاه الإعاقة، والأسر التي ليست لديها خبرات تجاهها، وقد أكدت الدراسة أن أسر الأطفال التي ليست لديها مدركات ايجابية تجاه الإعاقة تتعرض لضغوط أسرية فيما يتعلق بخصائص الطفل المعاق ومشكلاته أكثر من تلك الأسر التي لديها مدركات ايجابية، كما أثبتت الدراسة قدرة أعلى لدى الأسر التي لديها مدركات إيجابية على مواجهة تلك الضغوط، مما دعا الباحثون للتأكيد على ضرورة تأهيل أسر الأشخاص ذوي الإعاقة نحو التعامل مع إعاقة أبنائهم.