أفرزتها صناديق الاقتراع في بعض مناطق الشرق الأوسط ، والتي جاءت مخيبة لآمال الرئيس الأمريكي ومعاونيه ، مما أدى إلى تراجع تلك الإدارة عن حماسها واندفاعها تجاه الإصلاحات السياسية والاجتماعية لدول وشعوب المنطقة ، يتضمن العدد /103/ من مجلة شؤون اجتماعية بحثا للدكتور “عبد الله خليفة الشايجي” تحت عنوان “إشكالية إدارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش في دمقرطة الشرق الأوسط الكبير المبادرات ، والمعوقات ، والمستقبل استعرض فيه النتائج التي آلت إليها تلك الدمقرطة حيث باءت بالفشل والتراجع, وانتهت قبل أن تنتهي ولاية الرئيس بوش وبداية عهد جديد مع انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة ، وبين الباحث أن من أهم عوامل فشل هذا الشعار أنه لم يلامس الواقع, ولم يستند إلى أرضه، وبين أنه لا يمكن للإصلاح والتغيير أن يتجذر ويقوى دون أن تكون المبادرات الغربية صادقة ومحقة، وتهدف لتمكين الشعوب ، وليس لخدمة مصالح آنية تستخدم لمحاربة الإرهاب ومصالح الكبار دون غيرهم ، وخلص الباحث إلى أن المطلوب إذا أرادت أمريكا وحلفاؤها نجاح الإصلاح والتغيير في المنطقة إيجاد مناخ ملائم للالتفاف حولها ، لأن النتائج أثبتت أن الضغوط وحدها ليست كافية لتحقيق الدمقرطة في الشرق الأوسط . وقد أكدت هذه النتيجة دراسة ميدانية عن “دور الجامعات في تطوير المشاركة السياسية للطلبة في الانتخابات النيابية” للدكتور محمد أبو قديس” “والدكتور جمال الشلبي” حيث أبدى قسم كبير من طلبة الجامعات في الأردن أنهم يؤيدون أن يكون شكل السلطة في الأردن سلطوية عادلة .
وقد جاء هذا الموقف من الطلبة نتيجة تأثرهم السلبي بالتسويق الغربي لأفكار الديمقراطية المطلقة المصدرة من الخارج وعدم موافقتهم عليها .
ومن النتائج المخيبة للآمال في تلك الدراسة ، أن نسبة المشاركين من أفراد العينة في الاقتراع في الانتخابات التشريعية في الأردن في سنة 2007 لم يتعد 25.3 % من مجموع أفراد العينة ، وهم طلبة الجامعات الذين يمثلون أكثر فئات المجتمع حيوية ووعيا .
البحث الرابع والأخير في المجلة للدكتورة “أمينة الظاهري” عن الكفاءات البشرية الاماراتية العاملة بالقنوات الفضائية بدولة الإمارات العربية المتحدة والهوية الوطنية” ويأخذ هذا البحث أهميته من الاهتمام المتزايد بالهوية الوطنية في الإمارات، والتي خصصت عام 2008 عاما للهوية الوطنية نظرا للدور الذي تؤديه وسائل الإعلام والعاملون فيها في تعزيز الهوية وبيان ملاحمها الأساسية وهو ما يعالجه البحث. وعن ة في باب الهوية نفسها تنشر المجلة مقالة فيباب أراء وأفكارللدكتور حسان مراني من الجزائر ، يتناول فيها موضوع الهوية في الفكر السوسيولوجي المعاصر. ويبين الباحث أن هناك في علم الاجتماع رؤيتين أساسيتين على الأقل يمكن أن ننظر من خلالهما لمفهوم الهوية، الأولى تميل إلى اعتبارها نتيجة للتنشئة الاجتماعية التي يخضع لها الفرد من خلال مساهمة المؤسسات القائمة وتأثيرها ،والثانية تعتبر الهوية الوطنية ناتجة عن الموقع الذي يوجد فيه الفرد أو الجماعة كفاعل اجتماعي, تتحدد هويته بالعلاقة مع الآخرين وبقدرته على فرض وجوده وإرغام الآخرين على الاعتراف به وبمصالحه في إطار نسق العلاقات الاجتماعية السائدة .
وخلص الباحث إلى أنه يمكن الجمع بين تلك الرؤى واعتبار الهوية ناتجة عن الالتقاء بين التنشئة الاجتماعية التي يتعرض لها الفاعل من جهة ، وتفاعله مع البناء الاجتماعي ومؤسساته المختلفة من جهة ثانية.
وفي باب أراء وأفكار مقالة للدكتور ” سليمان بومدين” يتناول فيها “لسان المرضى في الغرب”وتتناول المقالة الصعوبة التي يواجهها المغتربون المغاربة في أوربا في إيجاد لغة مع الأطباء المعالجين ، والتي تجعلهم يلجؤون للإيحاءات والنبرات. لأن تحكم المغترب الجزئي في اللغة يجعله هشا وقابلا للعطب .
مما يؤدي إلى كثير من الصعوبات قد تصل إلى أن تؤخذ التحميلات عن طريق الفم، وأن لا تراعى الجرعات الموصوفة ، ولا تحترم فترة تناولها . وقد يعاد الفحص أحيانا لأن المريض الذي كان من المفروض أن يأتي صائما قد أتى بعد أن تناول فطور الصباح!! .
المقالة الثالثة والأخيرة في باب أراء وأفكار للدكتور “محمد وقيدي” يتناول فيها حقوق الإنسان والثقافة الاحتجاجية” وقد عرف الكاتب الاحتجاج : بأنه يتضمن عنصر استنكار لوضع قائم يظهر غير مقبول بالنسبة لقيمة الإنسان ككائن . ويبلغ الاحتجاج درجة أقوى في ظل أنواع الحكم الاستبدادي حيث تتراكم مظاهر حرمان الغالبية العظمى من المجتمع من حقوقها.