توجت مجلة شؤون اجتماعية عام / 2008 / بحصولها على جائزة الشارقة للعمل التطوعي،وهي أول مجلة علمية عربية محكمة تحصل على هذه الجائزة التقديرية التي قدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بنمحمد القاسمي عضو المجلس الأعلى في الإمارات حاكم الشارقة للمجلة، تقديرا للجهود التطوعية التي تبذل في إصدارها، والتي تتمثل في جهود أعضاء الهيئة الاستشارية، وهيئة التحرير،ومجلس إدارة المجلة، والكتاب، والمحكمين، الذين يعملون في المجلة متطوعين، خدمة للبحث العلمي وتقدمه، وللمشاركة في إنجاز مشروع النهضة الثقافية العربية التي لا تبنى إلابمشاركة جميع أفراد المجتمع.
وتعد جائزة الشارقة للعمل التطوعي من أولى الجوائز التي تهتم بالعمل التطوعي وتدعمه ليس على نطاق دولة الإماراتالعربية فحسب، بل وفي الوطن العربي مشرقه ومغربه، بهدف تحفيز العمل التطوعي وتشجيعه للقيام بدوره الاجتماعي والثقافي والتنموي .
وقد انطلقت تلك الجائزة منذ عام / 2001 / بموجب المرسوم الأميري رقم / 2 / لسنة 2001م، وتمنح تلك الجائزة للجمعيات ذات النفع العام، والمؤسسات غير الربحية، والمؤسسات والشركات الخاصة، وللأفراد الذين لهم دور بارز في العمل التطوعي، وخدمة المجتمع، وللباحثين الذين يقدمون دراسات تساهم في توفير حلول لمشكلات قائمة في المجتمع، وللمؤسسات التربوية، والطلاب.
ان فوز المجلة بهذه الجائزة، وتلقيها هذا التكريم من صاحب السمو الشيخ الدكتورسلطان بن محمد القاسمي، يضع على عاتقنا جميعا مسؤولية كبيرة في أن نكون أهلا لهذه الثقة، وجديرين بهذا التكريم ، وإن ذلك لن يتم إلا بتعزيز الجهود للارتقاء بالمجلة والنهوض بمستواها العلمي والثقافي نحو الأفضل، وتلك مسؤولية جميع أعضاء جمعية الاجتماعيين وشريكتها(في إصدار المجلة ) الجامعة الأمريكية، وأعضاء الهيئة الاستشارية، وهيئة التحرير، والباحثين،والمحكمين، والمؤسسات الخاصة، والأفراد، وعشرات المتطوعين الذين رعوا مسيرة المجلة على مدى ربع قرن، قدموا لها فيها كل أسباب الدعم والمساندة.
ويتضمن العدد 101 من المجلة أربع دراسات، أولاها: حول (العولمة والغزو الثقافي وتأثيرها على الهوية القومية الإسلامية) للدكتور (أحمد صالح البطاينة) يتناول فيها بعض الجوانب الأساسية للعولمة، وعلاقتها بالغزو الثقافي، ويرى الباحث أن العولمة بكل أذرعها ما كان لها أنتنطلق بسرعة وزخم هائل لولا التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع الذي يجتاح عاملنا المعاصر.
فلقد غيرت الطفرة التقنية الهائلة المشهد العالمي الذي أخذ يتغير بخطى سريعة كبيرة، إلى الحد الذي دخلت فيه البشرية في عصر جديد، تنقلب معه الأولويات، وتتغير فيه خارطة العلاقات بكل شيء، بالمكان، والزمان، بالمجتمع والسلطة ، وإذا كان الباحث كما غيره من الباحثين العرب الذين نبهوا إلى تداعيات العولمة وركزوا على جانبها الثقافي، فإنهم، على الغالب، لم يولوا الاهتمام الكافي لجانبها الاقتصادي الذي ظهرت نتائجه المدمرة على اقتصاديات العالم أجمع في نهاية العام الماضي، حيث تدفع شعوب العامل كافة غاليا ثمن الرفاه الذي وعدت به العولمة الدول الفقيرة، وفرضت عليها اشتراطاتها للدخول إلى نعيم الاقتصاد المعولم، الذي لم يحمل سوى الدمار والكوارث التي يجهد العالم للخروج من تحت وطأتها، وقد يحتاج ذلك إلى عقود طويلة قبلأن يتعافى الاقتصاد العالمي.
الدراسة الثانية في العدد للدكتور عدنان يوسف العتوم والموسومة معتقدا تطلبة جامعة الشارقة نحو ممارسة الكذب ودوافعه وكشفه وتكتسب تلك الدراسة أهميتها من أنها تتناول الكذب، وهو إحدى القيم الاجتماعية السلبية التي يعاني منها الآباء والمربون والمعلمون ومدرسو الجامعات، لا بل المجتمع بشكل عام، ويعتبر الكذب من أبرز مشكلات المجتمع التي يترتب عليها ظهور مشكلات أخرى، وقد بين الباحث دوافع وأبعاد اللجوء للكذب لدى أفرد العينة، وهي:الاجتماعية، والانفعالية ،والشخصية، وحماية الذات، والبعد العدواني، حيث ظهرت أهمية البعد الانفعالي في اللجوء للكذب، وقد أوصت الدراسة بأن يعير أعضاء هيئة التدريس والمرشدون النفسيون وأولياء الأمورأهمية خاصة لبعض السلوكيات المرتبطة بالكذب مثل زيادة القلق والتوتر والتردد، وإلى عدم تهديد الجوانب الانفعالية في شخصية الطالب لأنها واحدة من أكبر دوافع الكذب لدى الأطفال والمراهقين.
والدراسة الثالثة في العدد كانت بعنوان الأمن في منطقة الخليج (1971-2007 ) للدكتورخالد نايف الهباس إذ يعتبرالباحث أن منطقة الخليج من أكثر مناطق العالم عدم استقرار في العقود القليلة الماضية ، بدليل أن المنطقة شهدت حربا كل عشر سنوات منذ عقد الثمانيات ، ولايزال شبح الحرب يخيم عليها نتيجة تفاقم الخلافات الأيديولوجية والتاريخية والخلل في توازن القوى بين الدول الإقليمية،وقد خلصت الدراسة إلى أن عسكرة المنطقة وتصعيد التوتروالاختراق الخارجي لا يخدم الاستقرار الإقليمي، وبالمقابل تبدو الحاجة ملحة لتبني الدول الإقليمية سياسات أمن تعاونية فيما بينها، ترتكز على تعزيز إجراءات بناء الثقة، وإيجاد آليات للحوار، وتفعيل الدبلوماسية لحل الخلافات.
والدراسة الرابعة عن الفئات الهاشمية والتنمية الحضرية المستدامة في مصر للدكتور محمد ياسر شبل الخواجه والفئات الهاشمية كما يقول الباحث من الظواهرالمميزة للأنماط التنموية السائدة في البلدان النامية في الآونة الأخيرة ، وقد اقترنت بالسياسات التنموية التي تنتهجها هذه الدول في ظل برامج التكيف الهيكلي والتثبيت الاقتصادي، حيث تنامى عدد العاطلين عن العمل،وتدنت ظروف معيشة الفقراء، وتناقص الحد الأدنى للأجور ، وتقلص الإنفاق الحكومي، وخفض الدعم الاستهلاكي، وازداد الغني غنى، والفقير فقرا، حتى أصبح عدد الفقراء الذين يعيشون على الأقل من دولار واحد يوميا 1.2 مليار نسمة حسب تقريرالبنك الدولي لسنة 2000، وبعد أن استعرض الباحث واقع الفئات الهاشمية في مصر وأوضاعها ومشكلاتها، رأى أن معالجة أوضاع تلك الفئات تتطلب رؤية سياسية واجتماعية متكاملة لإدماج وتطوير الفئات الهاشمية في المجتمع الحضري ومشاركتها في عملية التنمية الحضرية المستدامة.
وقد تضنت أبواب المجلة الأخرى ( آراء و أفكار , وعروض الكتب , و تقارير الندوات , و ملخصات الرسائل العلمية ) موضوعات مهمة تستحق المتابعة.